نصوص عربية بلهجة عامية عرائشية -1-
جريدة طنجة – محمد وطاش ( Textes Arabes de Larache )
الخميس 19 ماي 2016 – 12:48:20
• في نفس الفترة من السنة الفارطة نشرنا ضمن هذا الركن سلسلة حلقات من كتاب () نصوص عربية طنجة/ تحت عنوان ” نصوص طنجوية منسية سجلها وليام مارسيه بأمانة علمية”وهي نصوص شفاهية غير مدونة، نقلها سماعا عن بعض أهالي المدينة، إبان نزوله عند ابن جلدته “م.م جيلز “لقضاء عطلته الصيفية بطنجة؛ فصنّفَها ودَوّنها في كتابه الآنف الذكر، وهو من منشورات مدرسة اللّغات الشرقية الحية بباريز (طبعة1911).
وفي ذات السياق سننشر كتـابـًا مُماثلاً يحمل عنوان” نصوص عربية باللّهجةِ العامية العرائشية” من ترجمة وتصنيف المُستشرق الإسباني ” ماكسيميليانو آلاركون سانتون” أنجزه إبّـانَ إقـامتهِ المُـؤقتة بمدينة العرائش. والنُسخَــة الأصلية من هذا الكتاب (طبعة1913)، فهي محفوظة تحت عدد 149 بالمكتبة الوطنية الإسبانية بمدريد .
وحسب ماهو وارد في معجم ” الأعلام”للزركلي ف : “ماكسيمليانو أوغسطين آلاركون صانطون، مستشرق إسباني ولد في لاروضا بالبشتا/ ألباصيطي، تعلم بجامعة برشلونة، وتخصص في الدروس العربية (1904) ، وقدّمَ أطروحة الدكتوراه في مدريد (1920)،وكان مدرسا للعربية في المدرسة التّجـــارية بمالقة (1911) ، وفي برشلونة (12) وفي جامعة غرنـــاطة(22) وسلمنكة (23) وأستــاذا للعبرية في برشلونة(27)ثم للعربية في جامعة مدريد(32)، له دِراسة في اللّهَجات الإسبانية، والمراكشية (أي المغربية)وصنّفَ النصوص العربية والأعجمية العامية في مدينة العرائش، طبع ونشر “سراج الملوك” للطرطوشي/طبعة عربية بترجمة إسبانية ؛ و بتَعـاون مع بعض زملائه وضع فهرس المخطوطات العربية والأعجمية في مكتبة جمعية الأبحاث في مدريد، وطبع ونشر” الوثائق العربية الدبلوماسية في محفوظات مملكة آراغون”-طبعة مدريد-غرناطة(1940).
وإضافة إلى ما ذَكره الزركلي عن الرجل في الجزء السابع من “معجم الأعلام ” ،فنجيب عكيفي في “موسوعة المستشرقين” ذكر أن ماكسيميليانو:”…تضلّعَ في العربية على يد الأب أسين بلاتيوس… ووضع بمعاونة جونتاليث بالنثيه وأويثي ” فهرس المخطوطات العربية والأعجمية في مكتبة جمعية الأبحاث العلمية بمدريد…ونشر بمعاونة “جونثاليث بالنثيه ” قطعة من كتاب” الصلة” لابن بشكوال (مدريد1920).وبمعاونة غيره “حرب المغرب” لمؤلف مراكشي(مغربي) معاصر(1920)،وله” الأثر الإسلامي في الصوتية الحديثة “(تكريم مينندت بيدال- 1925).
و نَظَرًا لمَكَـانـة الرجـُل العلمية ومَساعيهِ الحميدة في جَمع وحفظ عَدد من النصُوص العربية وتدوين حكايات شعبية عرائشية شفاهية وبعض العادات المغربية، سننشر عبر سلسلة حلقات كتابه المعنون بما نص ترجمته “نصوص عربية باللهجة العامية العربية” وهو الكتاب الذي أنجزهُ إثر إقامتهِ المُؤقتة بمدينة العرائش.
فَقِراءة مُمْتعة ومُفيدَة.
وسار على عملوومدة من أيام وهو هذيك سيرتو، واحد النهار بغى يخرج يتسرى فى البلادات، وقال للدار ذيالو: «أنا غادي نمشي نتسرى عسى اللّه عز وجل يجيب لنا التيسير»، ومشى فى حالو، كيمشي فى الطرقان حتى وصل لذاك الموضع أللي دفن فيها الراس وقال: «اللّه هو العالم إلا ما نكذبشي هذى الموضع أللي دفنت فيها ذاك الراس؟»، وقال: «هذي الموضع ما كانشي فيها الدالية ذالعنب ودابا سبحان اللّه العظيم ناضت الدالية ذالعنب»، ومشى وكْلا فذاك الدالية ذالعنب وهو كيجبر عنقود، عمر ما نظرتو عيني ورفدو، وقال: «سبحان الله العظيم العنب بلا وقت، وقال دابا غادي نديه للسلطان» ورفد العنقود وقال: «باسم الله هذا الرزق جابو الله»، وعملو في القراب ذيالو ورفدو فوق اكتافو، ومشى به حتى وصل للبلاد فاين هو السلطان.
ودخل لوسط البلاد، وسقصى الناس ذالبلاد، وقال لهم: «يا سيادي تْوَرِو لي دار السلطان فاين كيحكم»، ووراو لو، ودخل لوسط الزنقة حتى وصل للمشور ذالحكم ومشى لعند المشوري وقال له: «يا سيدي شاور على السلطان نصرو الله» وشاور عليه، وقال له: «قل لو يدخل»، ودخل ذاك الحجام حتى وصل لقدام السلطان، وبندق ؤود ى تحيةالخلافة وقال الله: «يبارك في عمر سيدي»، قال له السلطان: «فاش كتمشي يا ولدي»، قال لو: «يا سيدي كلمتك عزيزة علي ودابا جيت لعندك نهدي لك واحد العنقود ذالعنب بلا وقت»، قال لو السلطان: «أجبد» وفسخ قرابو من عنقو وحطو قدام السلطان، ودخل يدو فى وسط القراب وهو يحط يدو على الراس ذابن آدم، ودخلتو الرهبة وبدا كيشوف فى السلطان ويحني عينو ما حلتو للعنقود، ما حلتو للسلطان، وقال له: «أجبد العنقود» قال لو: «يا سيدي ما جبرت مانقول لك»، قال لو: «كيفاش غادي تقول لي»، قال لو: «يا سيدي كان عندي العنقود ذالعنب فى القراب ودابا ولى راس»، وقال لو: «أجبد نشوف لك» ومناين شافو السلطان بقى مبهوط، وقال لو: «عظمت فمي بالله إلا ما تقول لي الحكاية ذيال هذا الراس اشنهي ولا ندرج لك راسك بحالو»، قال لو: «يا سيدي أمن علي نقول لك»، قال لو: «قل عليك الأمان»، قال لو: «يا سيدي واحد النهار دخل لعندي واحد الرجال نحسن لو وقلت لو دابا إلا نقطع لك راسك اشكون غادي يسوق لك الخبر، قال لي: السلطان الكبير غادي يسوق الخبر ويقولها للسلطان الصغير، وقال لو:” وما اديت غاية لهذا الكلام اللي قال لي وقطعت لو راسو»، وجا السلطان وقال لو: «يا ظالم»، وقال لو: «دابا سلطني الله عليك باش نعذبك عذاب الخوان»، وعيط للسياف، وجا لقدام السلطان وقال السلطان: «فاينكم يا المخزنية»، قالوا لو: «يبارك فى عمر سيدي حاضرين نعم أ سيدي»، قال لهم: «…. اديواهذا امقطع الدم يتقطع لو راسو»، وجابوه لعند السياف ودار به ثلاثة ذالنوبات وقال لو: «اعمل الشهادة ف بالك يا ولدي ثلاثة ذالنوبات آخرين ثاني» وطير لو راسو ومشى الخبر لعند السلطان والسلام.
واحد النهار هما جالسين فى واحد الطريق والسلطان دايز، جا السلطان قال لهم: «سلام عليكم» جاوا هما عكزوا يقولوا عليكم السلام؛ السلطان مشى فى حاله وهما كل واحد مشى للدار ذيالو وقال للمراة ذيالو: «السلطان قال لي سلام عليكم وعجزت انرد عليه»، وحد النهار مشوا النسا ذيالهم للحمام وتلاقوا ثما، جات وحدة منهم قالت لاخرى:” السلطان قال لرجلي: سلام عليكم» جات الآخرى قالت لها: «لا لرجلي» عاود ثاني الاخرى قالت لها: «اشكون هو راجلك حتى يقول لو السلطان سلام عليكم؟» جات هي قالت لها: «السلطان قالها لراجلي يا المخوخة»، جات الأخرى قالت لها: «كيتك بالكواوي» وبقوا تيدبزوا في الحمام، جات مولات الحمام سيفطت للرجال ذيالهم قالت لهم : «تجوا دابا، النسا ذيالكم راهم تيدبزوا هنايا، ودابا إلا ما تجوشي رانا ندعيكم للباشا»، وجاوا وكل واحد أدى المراة ذيالو وماشية تتبكي، وشي منهم الحوايج ذيالهم مقطعين، وشي الشعر ذيالهم باقي مفسوخ على طريق الحمام، وجاوا الرجال ذيالهم وكل واحد أدى المراة ذيالو للدار، وطلعوا هما عند السلطان.الرجال ذالنسا قلالين النفس، حين وصلوا للدار ذالسلطان، قالوا لقايد المشور:” نتلاقوا السلطان”، قال لهم : «صبروا واحد الشوي، ها السلطان خارج واحد الساعة». السلطان خرج وقال لقايد المشور: «اشكون اللي بغى يشكي»، قال لو:” يا سيدي واحد الثلاثة ذالناس”..
قال لهم يزيدوا، ووصلوا عند السلطان وطاحوا عليه، وقالوا لو: «يا سيدي احنا ثلاثة ذالناس وكلنا قلالين النفس، وذاك النهار أللي دزت وقلت سلام عليكم، لمن قلتها؟»، جا السلطان قال لهم: «أنا قلتها لكم»، جاوا هما قالوا لو: «يا سيدي ذاك النهار اللي دزت وقلت سلام عليكم كنا عكزنا نردوا عليك السلام ،ومن كثرة قلة النفس ذيالنا يا سيدي، واحد النهار أنا شريت اللحم، والاخر شرى الفراقش، والاخر صاحبنا شرى البيضات، ومشينا للدار ذيالنا، مولى اللحم دخل اللحم للمراة ذيالو، وقال لها طيبها وطيبتها وجينا ناكلوا وباب الدار مفتوحة، وقلت للمراة ذيالي اللي يهدر فينا يشد الباب، هي ماهدرت وانا ما هدرت، باش ما نشدشي الباب، واحد الساعة وواحد المسكين جا تيسعى وعيى واقف فى الباب، ؤما كاينشي اللي قال لو ،لا هاك ولا الله يفتح، وهو دخل للدار ودخل عليهم للبيت، وهما ساكتين، وغسل يدو وبدا ياكل وشرب الما حتى قضى الماكلة ورفد واحد العظم ذاللحم ،وجبد واحد القنبة من شكارتو وربط ذاك العظم في اللحية ذيالو وبقى العظم مدلي في الارض، ومشى في حالو ذاك المسكين؛ واحد الساعة دخل واحد الكلب حتى للبيت، وجبر العظم مربوط فى اللحية ذيالو بقى تياكل العظم وهو تيكحج باللوري والرجل تبعو…حتى وصل للباب، وما قدرشي يقول لو خش ،حتى دازوا واحد الزوج ذالرجال تيجروا، والكلب خاف عاد رخى من العظم . الراجل ناض ودخل لعند مراتو وعاد بدا يهدر ، وقال لو: «يا سيدي هذا الشي كلو من قلة النفس اللي فيا وفي المراة ذيالي»، وناض قليل النفس الاخر لقدام السلطان وجلس وقال لو يا سيدي: « أما قلة النفس ذيالي، واحد النهار يا سيدي، شريت أربعة ذالفراقش، واديتهم للدار، وقلت للمراة: ” طيبي هذا”، قالت لي: ” واخا “وخرجت في حالي من الدار، جات المراة طيبتهم، وكلات واحد بواحديتها، وبقوا ثلاثة، وجيت للدار باش ناكل جابت الماكلة، وما جابتشي الفراقش كاملين، قلت لها:” فاين واحد؟” قالت لي:” ما جبتي غير ثلاثة”، قلت لها:” لا جبت أربعة”، بقينا ندبزوا واحد الساعة قلت مع راسي:” أرا نموت» قال لو: «يا سيدي وطحت فوق الفراش ومت، وجاوا الاهلية ذيالي، وجاوا الناس، وغسلوني، وكفنوني، وادوني للمقابر يدفنوني ، ورفدوني فى المحمل، هما خارجين بيا والمعلم الكزار اللي شريت من عندو الفراقش دايز قال:” اشكون هذا اللي مات؟” قالوا لو فلان الفلاني، جا هو قال لهم:” مسكين البارح شرى من عندي اربعة ذالفراقش”، وأنا سمعت فى المحمل ونضت وقلت لو:” ياك يا سيدي شريت من عندك اربعة ذالفراقش؟” قال لي:” إيه”، والناس تخلعوا ومشوا فى حالهم، وعرفوا هذا الشي كلو من قلة النفس ذيالي. .
أما مولى البيضات ناض عند السلطان، وقال لو: «يا سيدي واحد النهار شريت البيضات واديتهم للمراة ذيالي، قلت لها طيبهم، وطيبتهم وجابتهم وبديت ناكل، وواحد المرة دخلت لعندي وبقات تهدر معي، وواحد البيضة في فمي، ومن قلة النفس ذيالي، ما قدرت شي نزول البيضة ونهدر معها، بقيت غير كندورلها بيدي فى حنكي. بقوا هما كيشوفوا فيا، ما عرفووالو،في بالهم السنان كيحرقوني، وخافوا علي، ومشوا ولغوا على المعلم الحجام وجاب المشرطة ،جلس وقال لي:” مالك، وأنا بقلة النفس اللي فيا ما قدرتشي نزول البيضة ونهدر معه، جاوا هما حبسوني وجا المعلم وشرط لي في حنكي وخرج البيضة، والساعة اللي خرج البيضة والدم تيسيل من الحنك ذيالي، وعاد هدرت”، وقالوا لي:” مالك ما هدرتشي قبيلة؟”، قلت لهم:” ما كان في ما نهدر وما في ما نزول البيضة من فمي”. هذا الشي كلو يا سيدي من قلة النفس اللي في وفي أصحابي ،
قال لهم السلطان: “نوضوا لعنكم الله يا قلالين النفس”.
يتبع