كرة القدم… من الفرجة إلى البيع والشراء

تحوّلت ملاعب كرة القدم إلى شبه مراكز تجارية، ولم ونعد نسمع بكلمات، الرياضة، التنافس الشريف، الفرجة بعدما طغت كلمة “البيع والشراء”. والطامة الكبرى أن من اصبح يشتكي هم “علماء التسيير” في الزمن الحالي، سيما من يسهرون على تسيير دواليب الجامعة والعصبة الاحترافية. فماذا نقول عن الفرق المستضعة حين يفجر ويوزع محمد بودريقة رئيس الرجاء البيضاوي اتّهـامــات خطيرة ومُثيــرَة عن البطولة المغربية، ويوجه اتهامات صريحة للعصبة الاحترافية ورئيسها سعيد الناصيري رئيس الغريم التقليدي للرجاء. بل أن بودريقة أعلنَ استقالته من الجامعة بعد الظروف المثيرة التي شهدتها مباراة الوداد البيضاوي ومولودية وجدة كان بطلها الحكم. ووصف بودريقة ذلك بمحاباة الوداد المؤامرة ضد فريقه حتى يظفر الأول بالبطولة.

وقالها صراحة أنه كان له اتصال برؤساء أندية منافسة على البطولة وأعلنوا له تظلمهم مما يحدث من مهازل وأخطاء تخدم مصلحة الوداد. نقف عند هذا الحد ونعرج على عبد المالك أبرون، رئيس المغرب التطواني الذي يتمتع بدوره بمسؤوليات مشابهة لبودريقة في تسيير كرة القدم المغربية. فالأخير انفجر على خلفية اتهامات فريقه من طرف المغرب الفاسي. وأبدى استياءه من التصريحات التي أدلى بها محمد بناني، عضو المكتب المسير للماص اتهم فيها الفريق التطواني بالتهاون في المباراة التي خسرها بسانية الرمل أمام أولمبيك خريبكة الأحد الماضي بهدفين لواحد.

واعتبر أبرون أن هذه التصريحات تمس بسمعة فريقه، لهذا قرر بعث رسالة إلى الجامعة الملكية المغربية لفتح تحقيق بشأنها، سيما أن التصريحات الفاسية مسيئة لكرة القدم المغربية، حسب أبرون. وللاسف أن تبادل الاتهامات أصبح هي السيمة الطاغية على المراحل الأخيرة من البطولات الكروية، ليس فقط في المغرب، بل حتى على صعيد الليغا، اعترف خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، بأن هناك تلاعبات ومراهنات تحدث من قبل بعض اللاعبين في مباريات المسابقة وأنه تم رصد بعضها وسيحيلها للتحقيق، كما جاء على لسانه في حوار مع صحيفة “الموندو” الإسبانية. واعترف المسؤول الإسباني أن الظاهرة لا يمكن التحكم فيها، لكن قال أن نسبة الخطورة أصبحت أقل بكثير وأن الهدف هو تخفيض الخطورة لأقصى درجة ومحاولة رصد هؤلاء الذين يرغبون في الإضرار بالرياضة. لهذا فما يحدث في كرة القدم المغربية يتطلب فتح تحقيق نزيه وشفاف حتى نقي رياضتنا من الأضرار.