قصة مواطنة مغربية وابنتها .. نجتا من حرب ليبيا الطاحنة.! (الحلقة الخامسة )
جريدة طنجة – م.إمغران ( قصة نجاة مواطنة مغربية وابنتها من حرب ليبيا )
الخميس 26 2016 – 11:50:19
ذلك أن “حرية” نزلت أول مرة ببيت أسرتها بمدينة المحمدية، وهو بالمناسبة بيت آيل للسقوط، تابع للأملاك المخزنية، وتقطن به والدتها وشقيقتان لها، إحداهما تعتني وتقدم خدمات للأم العاجزة عن الحركة، والمصابة بضعف السمع والبصر، وأخرى تشتغل بمقهى، مقابل أجر زهيد، تحصل عليه، بعد ساعات طوال من العمل المضني، من الصباح البــاكـر إلى غايـة وقـتٍ متـأخر من اللّيـــل، وذلك من أجل توفير الأكل للأسرة، بينما الشقيقة الثالثة، فهي متزوجة، وتتوفر على سكن، ورغم ذلك حاولت الاستحواذ على بيت أفراد أسرتها، عن طريق التزوير، بل هي الناهية والآمرة، بشأن أمور هذا البيت الذي أغلقت بعض غرفه، في حين خصّصت جزءا من بنايته، لتكديس أمها وشقيقـاتهـــــا، حيث يعشن فيه في ظروف مُــزرية ومـأسـاوية، بينما “حرية” وابنتهــــا “ياسمين” لم يستطيعا المكوث، لفترة طويلة، بهذا البيت الآيل للسُقُــوط، وخـاصـــة بسبب الاعتداءات المتكررة عليهما، من قبل هذه الشقيقة المُتسلّطة وزوجهـــا، في غيـــاب تدخل منصف، من قبل الإدارة الترابية أو مصالح الأمن، رغم توجيه شكايات في الموضوع، لتقرر “حرية ” الرحيل على مَضَض، بمعية ابنتها “ياسمين” صوب مدينة أصيلة للإقامة بها، مستعينة بالعمل، كمُنظفة بـــالبيــــوت، وفي نفس الوقت كانت تبحث عن فرص عمل لابنتها “ياسمين” التي لم تتأقلم مع الأجواء الجديدة بالمغــــرب، إذ كثيرا ما اصطدمت بمحاولة استغلالها والتحرش بها، كلما تعلق الأمر بفرصة عمل، لاتدوم طويلا، حسب قولها، الأمر الذي كان يدفع بوالدتها “حرية” إلى التدخل، بمنعها من مواصلة العمل، خوفا عليها، هي التي أتت بها من ليبيا، ومن أجلها خلفت من ورائها العديد من أمتعتها وأغراضها، بحثا عن أجواء آمنة، تضمن لها شروط الاستقرار والعيش الكريم بأرض الوطن، وهو المطمح الذي لم يتحقق لها، منذ أن وطأت قدماها تراب المغرب، منذ أواسط سنة 2011، ثم مزاولة العمل المتقطع في مجال النظافة، حيث وجدت نفسها مجبرة على القيام بأعمال النظافة الشاقة، لإعــالة ابنتها، وفي ذات الوقت، لاتغيب عن عينيها صورة والدتها، المسجونة في غـرفـــة البيت، آيل للسقوط بمدينة المحمدية، مما يجعل دُمـوعهـــا تنهمر، بين الفينة والأخرى، إذ ليس لها في الأمر حيلة، فيا له من موقف صعب على كل من يقدر قيمة أمه، فإذا به يجد نفسه عاجزا عن إنقاذها، كما هو الشأن بالنسبة لـ: “حرية “.!يُتبع…..