قصة مواطنة مغربية وابنتها .. نجتا من حرب ليبيا الطاحنة.! (الحلقة الرابعة )
جريدة طنجة – م.إمغران ( قصة نجاة مواطنة مغربية وابنتها من حرب ليبيا )
الأربعاء 18ماي 2016 – 17:23:06
” ليس من السهل علي أن تكون فلذة كبدي على شفا حفرة من الضياع والموت البطيئ الذي قد ينتج عن عملية الاغتصاب التي كادت أن تتعرض لها ـ لاقدر الله ـ دون أن أصاب بصدمة، ترتب عنها خوف مرضي من الآتي القريب..! ” تقول “حرية” التي ـ بعد هذا الحادث ـ لم تعد ترغب في المكوث، مزيدا من الوقت، بهذه المزرعة النائية، ولم يهدأ لها بال، إلا وهي تغادرها، برفقة ابنتها ” ياسمين” ، وذلك في اليوم الموالي من هذه المؤامرة الفاشلة، حيث لم تفكر “حرية”وابنتها، لحظة واحدة، في أمتعة معينة تحملانها معهما، بل خرجتا من المنزل ـ فقط ـ بالملابس التي كانتا ترتديانها، حيث كانت شعبية الأم وعلاقاتها الطيبة مع محيطها الليبي ـ رغم طوارئ الحرب ـ كافية، لكي تلقى الدعم من قبل أفراد من جيش المعمرالقذافي، وهم يقيمون ” براجات ” في الطرق، وبالتالي ينقلونها وابنتها إلى السفارة المغربية بطرابلس.وأول ما كان يهم “حرية” هوأن تفتح موضوع تمكين ابنتها من الحصول على الجنسية المغربية، بعد أن علمت ـ يومئذ ـ بأن قانون مدونة الأسرة المغربي أصبح يعطي الحق للأم المغربية، كي تحصل على الجنسية المغربية لفائدة أبنائها.وهنا اصطدمت بضرورة موافقة زوجها الباكستاني ” شوكت ” الذي امتنع بطبيعة الحال.وهذا من بين المشاكل التي تواجه الزواج المختلط، وعلى بنات وطنها المغرب أن يضعن هذا اللأمر في الحسبان، تشير ” حرية ” التي رأت النجوم في عز الظهر، وهي تكابد من أجل حل هذا المشكل الإداري الذي كان نال من أعصابها، لولا قيامالسفارة المغربية بمكاتبة نظيرتها الباكستانية في الموضوع، فقامت هذه الأخيرة بإجراءاتها، قبل أن تستجيب لطلب السفارة المغربية، مانحة لها موافقتها في إطار التعاون والاتّفـاقيـات المُبرَمَـة، بين البلدين، ليــذوب جليد “الكـابـــوس” الذي كان جاثما على صدر ” حرية “، و بـالتـّالي تتنفّس الصُعَـداء، وكـأنّهــا بذلك أزاحَـت عنهـــا، ما يشبه صخرة ثقيلة، كانت تحبس أنفـاسهــا .!
يُتبع…..