قصة مواطنة مغربية وابنتها.. نجتا من حرب ليبيا الطاحنة.! (الحلقة الثالثة)
جريدة طنجة – م.إمغران ( قصة نجاة مواطنة مغربية وابنتها من حرب ليبيا )
الأربعاء 11 ماي 2016 – 14:46:21
جرت مياه كثيرة على وصول حرية إلي ليبيا، عاشت خلالها حياة هادئة مريحة، حيث اشتغلت وتزوجت، ثم أنجبت ابنتها الوحيدة “ياسمين”. لكن مع مرور السنين، وياسمين تكبر شيئا فشيئا، كان من الطّبيعي أن تتغير وتذهب مشاعر “حرية” تجاه زوجها “شوكت” نحو الأسوأ، وذلك نتيجة غدره بها، واستهتاره بعواطفها، إلا أنها كانت تحاول التّعايش معه، لأنه ـ على الرغم من كل شيء سلبي صدر منه ـ يبقى في نهاية الأمر أباً لا بنتها الغالية، طالما أنه كان يداعبها ويمازحها ويزرع فيها العطف الأبوي، وكأنه كان يخطط من أجل أن يستحوذ على قلب صغيرته “ياسمين” التي أصبحت هدفه المنشود، بعدما فقد مكانته في قلب أمها “حرية”، إذ عبثا حاول إقناعهما بالذهاب معه للعيش ـ إلى الأبد ـ بباكستان، خاصة بعد اضطراب الأوضاع بليبيا، واستحالة العيش فيها!
يقال إن ما يحبكه الليل قد يفضحه النّهار! هذه المقولة تنطبق على ما كان يضمره “شوكت” في نفسه تجاه زوجته وابنتهما، كشكل من أشكال الانتقام، ذلك أنهما رفضا مرافقته للعيش معه بباكستان، فضلا عن تعلّق “حرية” و ابنتها ياسمين ببعضهما البعض، إلى درجة شعر معها “شوكت” بالغيرة والحسد!!
فماذا فعل؟ تشير “حرية” إلى أنه ذات يوم، وهم بالمزرعة التي فرّوا إليها، بعد اندلاع الحرب الأهلية الليبية، زارهم بعض أقارب “شوكت” وبينما كانت “حرية” جالسة بإحدى غرف البيت بالمزرعة ذاتها، و”ياسمين” بصدد نقلها صينية شاي وحلوى للضيوف، حيث سمعت هذه الأخيرة، على بعد الخطوات منهم، حديثهم باللهجة الباكستانية حول مؤامرة كانوا يخططون لها، وهي أن يضعوا لحرية قرصا منوماً، في كوب تشرب منه، وذلك من أجل الانفراد بياسمين وتعريضها للاغتصاب، الأمر الذي جعلها تتسمر في مكانها، غير مصدقة لما التقطته أذناها، وبالتالى تعود بالصينية من حيث أتت، وتخبر أمها بما سمعت، وأولى دمعاتها قد نزلت، خاصة وأن الضيوف كان معهم والدها “شوكت”!!
يُتبع…..