طنجة على إيقاع المعرض الدولي للكتب والفنون
جريدة طنجة – ل.السلاوي ( المعرض الدولي للكتب والفنون )
الثلاثاء 10 ماي 2016 – 12:41:35
وبهذه المناسبة، أكد المدير العام للمعهد الفرنسي بالمغرب، جان مارك برثون أن هذا المعرض يهدف إلى أن يكون فضاء حيث تتقاطع مختلف الاجناس التعبيرية والفكرية، من موسيقى ورواية وقصة وورشات الابداع الفني ومعارض الفنون المعاصرة والسينما، وحيث تجد كل مكونات الجمهور مكانا لها مهما اختلفت أذواقها وحساسياتها الثقافية.
وأضاف أن مؤسسته تؤمن بشكل كبير بقوة الأدب والفن في معالجة القضايا الرئيسية، مشيرا إلى أن هذا الحدث الثقافي هو منتدى لتبادل الأفكار والنقاش بين المؤلفين والفنانين والمفكرين لإثراء المشهد الثقافي المغربي.
وقال جيروم ميغايرو مدير المعهد الفرنسي بطنجة، المنظم للتظاهرة الثقافية، أن هذا الحدث الذي يؤثث الفضاء الثقافي لطنجة سنويا، هو واحد من بين أهم التظاهرات والمواسم الثقافية التي تجمع مفكري المغرب ونظرائهم الفرنسيين ،خدمة للثقافة والتعليم والتربية وتعميم الوصول إلى المعرفة، مشيرا إلى أن الدورة السابقة عرفت مشاركة أكثر من 800 باحثا وناقدا وأديبا ومبدعا في مختلف المجالات الثقافية.
وبخصوص شعار الدورة العشرين للتظاهرة “طنجة ،المدينة الرمزية من الخيال الى الحقيقة والواقع “، أكد جيروم ميغايرو ان هذا الشعار يعكس الرغبة في تسليط الضوء على موقع طنجة في قلب التحولات الاجتماعية العميقة، وكذا تسليط الضوء على رمزية المدينة وتاريخها العريق وحضورها المتميز في الساحة الاقتصادية والفكرية الوطنية وواقعها كجسر رابط بين القارتين الاوروبية والافريقية، يعكس أيضا تعقد آمال العالم وتطلعاته، كما يسعى هذا الشعار الى محاولة فهم وتفسير الصورة الخيالية لطنجة برمزيتها المتشعبة .
وأبرز ان هذا الحدث الثقافي السنوي المتميز “شكل دائما موعدا قارا ومنارة لعشاق الكلمة والفن والمعرفة ومحطة بارزة لإبراز خصوصية الصداقة الفرنسية المغربية”.
ومن جانبه، قال رئيس جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي ، العربي الرميقي ، إن هذا الحدث الثقافي هو مناسبة سنوية للاحتفاء بالكتاب والنشر والمعرفة، ويدعو جمهور طنجة المثقف الى الالتقاء بأكثر من 60 كاتبا الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة وطرح وجهات نظرهم الفكرية وعرض خيالهم الابداعي الواسع .
ويشكل هذا المعرض، حسب العربي الرميقي ، أحد أفضل المهرجانات الثقافية على الصعيدين الوطني والجهوي ، مشيرا إلى أن النسخة الجديدة من التظاهرة تهدف الى تمكين الجمهور المثقف من الاطلاع على عطاءات الشخصيات الأدبية والفنية الأسطورية لطنجة وسحر مدينة البوغاز الجغرافي والتاريخي والفني في الماضي والحاضر.
أبرز الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، الذي القى عرضا افتتاحيا بعنوان “لماذا طنجة مدينة رومانسية؟”، موقع مدينة البوغاز في المشهد الثقافي الوطني والإقليمي والدولي، ومكانا لإلهام الكتاب والفنانين العالميين، والدور الذي تضطلع به حاليا كمركز مالي أفريقي مهم ومنطقة جذب اقتصادية رائدة وكثاني أكبر قطب اقتصادي على صعيد المملكة المغربية .
وتقترح دورة هذه السنة، التي ستحتفي بمدينة البوغاز في كل أبعادها الرمزية، برنامجا غنيا سيستحضر غنى عطاء شخصيات أدبية وفنية اسطورية بصمت تاريخ المدينة على مدى قرون من الزمن وروافدها الابداعية والثقافية المتنوعة، كما سيشكل هذا الاحتفاء الابداعي الجميل فرصة لتسليط الضوء على حاضر المنطقة في بعده التنموي والثقافي والاجتماعي .

ويوجه المعرض ،المنظم بشراكة مع جمعية “طنجة الجهة للعمل الثقافي ” (أتراك) الى غاية يوم الاحد القادم ،الدعوة لجمهور طنجة الادبي للقاء بنخبة من الفنانين والكتاب والمؤرخين وعلماء الجغرافيا الذين سيغنون النقاش العلمي والاكاديمي حول مواضيع أدبية متنوعة تلامس واقع مدينة البوغاز وتاريخها التليد عبر محطات إبداعية تميزت ببروز اسماء وشخصيات أدبية مغربية وأجنبية أثرت تاريخ المنطقة وجعلتها رمزا من رموز التعايش والتجانس الثقافي والانساني .
ويحتوي برنامج هذا الحدث الثقافي على موائد مستديرة ولقاءات أدبية ستتناول عدة مواضيع من قبيل “طنجة: المدينة الحدودية، أرض الهجرة”، و”طنجة عاصمة اقتصاد شمال افريقيا “، و”طنجة ومؤهلاتها الجغرافية وقصصها التاريخية وتميزها الفني “.
ويتيح برنامج التظاهرة أيضا الفرصة لعشاق الادب والفنون من الالتقاء بمنتجين وناشري الكتب ورواد الجمعيات الثقافية، وللشباب فرصة الاستفادة من ورشات مؤطرة حول القراءة والحكي تحت إشراف مبدعين مغاربة وأجانب أبلوا البلاء المميز في مختلف مناحي الابداع الادبي الراقي .
كما سيتم خلال التظاهرة تتويج العديد من الابداعات الشبابية في إطار مسابقة “القراءة من أجل المتعة”، التي عرفت مشاركة مكثفة لتلامذة مدارس واعداديات وثانويات المدينة في إطار الشراكة التي تجمع بين المعهد الفرنسي و الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم لجهة طنجة تطوان الحسيمة، وسيتم في نفس الاطار عرض الأفلام الفائزة في المسابقة المخصصة للطلبة تحت عنوان “فيلم الجيب”.
ويحتوي برنامج التظاهرة ايضا على فقرة إبداعية سيتم خلالها التركيز على الفنون الحية والبصرية، موازاة مع افتتاح المعرض الجماعي “السلطة الجغرافية لطنجة” برواق ديلاكروا التابع للمعهد الفرنسي بطنجة، الذي سينقل المتتبع الى العوالم الجغرافية لمدينة طنجة بأبعادها الجمالية والتاريخية الرمزية .
وستختتم التظاهرة الثقافية يوم غد الثامن من شهر ماي بفعاليات واحتفاليات في الهواء الطلق ستحتضنها مختلف شوارع المدينة وفضاء ساحة 9 أبريل (سوكو) القلب النابض لمدينة طنجة ،كرمز من رموز الانفتاح المغربي وتعايش مختلف الثقافات التي عمرت بمدينة البوغاز.