تقرير اشغال الندوة العلمية : “الاوضاع العربية الراهنة و انعكاساتها الجيوسياسية محليا، اقليميا و دوليا”
جريدة طنجة – س.ع (الوضع العربي و انعكاساته اقليميًا و دوليًا )
الثلاثاء 03 ماي 2016 – 11:58:53
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من طرف كل من السيد رئيس الجامعة و السيد عميد الكلية و السيدة رئيسة المركز الدولي لتعزيز التعاون الاوروافريقي. اخذ الكلمة بعد ذلك الدكتور محمد بناني, خبير دولي في العلاقات الدولية وأستاذ القانون الدولي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء الذي قام بتقديم الورقة التاطيرية لأشغال الندوة.
تطرق الاستاذ في مداخلته الى مفهوم الامن و الاستقرار في العالم العربي وكذا الوضع الاقليمي والجهوي للدول العربية حيث اوضح ان من ابرز المشاكل التي تهدد الامن الاقليمي بالعالم العربي بروز التناقضات الاثنية و الدينية داخل الدول العربية مما يهدد الدولة الامة قد يؤدي الى تفكك عناصر الدولة. كما تساءل المحاضر عن دور الجامعة العربية كمنظمة اقليمية في الحفاظ على امن واستقرار الدول في المنطقة حيث طرح سبل البحث عن اليات جديدة بصلاحيات كبيرة وواسعة. تطرق الاستاذ كذلك الى اهمية العنصر الثقافي بالنسبة لوحدة الدول ابرز من خلاله دور اللغة و التعليم كما ان التحول الجاري في الافكار قد يؤدي الى التطرف الفكري داخل الدول. اخيرا اكد الاستاذ على دور الاعلام و الصحافة في تثبيت ثقافة الامن ودور المجتمع المدني الداخلي و الدولي في النهوض بأمن واستقرار المنطقة العربية.
اخذ الكلمة بعد ذلك الدكتور محمد السنوسي رئيس المجلس المغربي للشؤون الخارجية الذي تطرق لموضوع “من اجل هندسة ذكية لإحياء الامن القومي العربي المشترك في ضوء التحولات الاقليمية و الدولية”. أكد المحاضر في مداخلته على اهمية الانسان العربي ودوره في منظومة الامن الاقليمي حيث أشار الى ان الانسان يجب ان يكون في قلب الاهتمامات من اجل مواجهة التهديدات في العالم العربي. كما أثار الاستاذ النقاش حول مفهوم الامن القومي العربي المشترك تطرق فيه الى نظرية هندسة جديدة للمنطقة وكذا اعادة صياغة مفهوم الامن القومي الشامل الذي يأخذ في صلب اهتماماته الانسان بمفهومه الشمولي.

المداخلة الموالية كانت للدكتور ديدي ولد السالك من دولة موريتانيا حول موضوع “من اجل اعادة بناء مفهوم الامن القومي العربي: من امن المنظمة الى أمن الانسان العربي”. اخذ الاستاذ بدرس اسباب الفشل الذي تعرفه المنظمات الجهوية في المنطقة و المتمثلة اساسا في منظمة جامعة الدول العربية. أيضا أثار مشاكل العجز في التنمية والحكامة داخل الدول العربية والناتج عن استعصاء في الممارسة الديمقراطية بهذه الدول. تطرق المحاضر كذلك الى فشل الخطاب القومي العربي وكذا الى سبل اعادة بناء الامن القومي العربي المشترك على اساس امن الانسان بالدرجة الاولى حيث أثار مجموعة من النقط من اهمها:
-إعادة بناء الدولة الوطنية على أساس عقد اجتماعي جديد عبر دساتير تتبنى نظاما ديمقراطيا مبني على الحكامة الاقتصادية والاجتماعية.
-العمل على بناء دولة المواطنة او دواة المواطن كما سماها الاستاذ المحاضر على اساس المواطنة الكاملة في الحقوق و الواجبات.
-تقوية المجتمع المدني بإشراك فعاليات المجتمع المدني في السياسات العمومية عبر اليات الديمقراطية التشاركية.
-التركيز على الانسان وعلى الامن الانساني بالخصوص.
بعد ذلك تفضل الدكتور محمد العادل رئيس المركز العربي التركي للدراسات الاستراتيجية بمداخلة حول موضوع “الامن العربي و التوازنات الاقليمية والدور الاقليمي لتركيا” حيث أخذ بالشرح والتحليل سؤال تفاعل الامن العربي مع التوازنات الاقليمية ودور الامن القومي و عمليات التحصين الداخلية للدول العربية. ابرز المحاضر ان التداعيات على الامن القومي العربي تتجلى في عدم قدرة الانظمة العربية على التعامل الايجابي مع القوى الاستراتيجية في المنطقة و المتمثلة في تركيا على وجه الخصوص.
كما أكد الاستاذ على دور الانسان و جعله في محور التنمية و اوضح ان العنصر البشري يمثل محور الامن القومي العربي الحقيقي. وفي الاخير اشار الى مفهومي اقامة العدل و المواطنة الصحيحة في افق التحصين الداخلي للامن القومي العربي.

أخيرا, أخذ الكلمة الدكتور قوي بوحنية وهو عميد كلية الحقوق بورغلة الجزائر حول موضوع “التهديدات الامنية للمنطقة العربية وسبل إحلال السلام”. أكد الاستاذ المحاضر على ان التهديدات الامنية هي تهديدات خارجية ولكنها ايضا تهديدات داخلية. ثم أشار الاستاذ الى التحديات الجيوستراتيجية و التهديد القائم الذي تمثله الجمهوريات الصغيرة على امن الدول. كما تطرق الى مشكل التنسيق الامني بين الدول العربية خصوصا بعد الاحداث الارهابية الاخيرة حيث اكد على ضرورة تقوية سياسة تعاون عربي وتنسيق شامل في المجال الامني. كما أشار الى العمل على الزيادة في عدد مراكز الابحاث و الدراسات المتخصصة في مجال الامن القومي العربي.