تسخير قوة عمومية لتشريد حوالي 45 أسرة بينها 13 معاقا ومعاقة و22 شخصا عاطلا عن العمل بالإضافة إلى شيوخ وأرامل..!؟
جريدة طنجة – محمد إمغران ( باطيو بينطو )
الأربعاء 11 ماي 2016 – 11:11:15
وكانت المحكمة، قد استندت في حكمها على غياب ما يفيد أن المعنيين بالإفراغ، تربطهم ـ مثلا ـعلاقة كرائية بالشركة الجديدة، بل تم الحكم عليهم بتهمة احتلالهم أرضا عارية، بينما يعلم سكان المدينة أن هذه الأرض شيدت فوقها بناية حملت اسم “باطيو بينطو” وبصمت على تاريخ طنجة القديم وأن قاطني ” الباطيو” يتوفرون على عقود كرائية وكانوا يتعاملون مع شركة بريطانية في تسديد سومات الكراء.
ويتساءل اليوم سكان ” الباطيو” ومعهم الرأي العام، كيف أن هذه الشركة في فترة زمنية قصيرة، استطاعت أن تحصل على حكم بالإفراغ لفائدتها، ابتدائيا واستئنافيا، في الوقت الذي تتطلب قضايا مماثلة انتظار سنوات، بأيامها ولياليها !
وكان سكان هذا المجمع السكني، قد حملوا، يوم الاثنين الماضي، لافتات تدين القرار المتخذ في حقهم، المتمثل في طردهم من ” الباطيو” الذي ترعرعوا وعاشوا فيه، أبا عن جد، لمدة تقدر بأكثر من نصف قرن، قبل أن تطفو على السطح شركة جديدة في شخص مستثمر أجنبي، يوصف بكونه متخصصا في تشريد عباد الله، بالنظر إلى قضيته مع عمال ومستخدمي فندق “تاريخي” بطنجة، خلال السنة الماضية.
قرار طرد سكان “باطيو بينطو” استقبله هؤلاء والرأي العام باستغراب كبير، خاصة وأن البلاد في غنى عن أي احتقان شعبي في ظل حدة التطورات الإقليمية والعالمية، على مستوى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.أكثر من هذا أن السكان المستهدفين يوجد بينهم ما مجموعه 22 شخصا عاطلا عن العمل و13 معاقا ومعاقة و6 مختلين عقليا، فضلا عن أرامل وشيوخ، هم أشبه ما يكونون إلى جثث، ماذا عساها أن تفعل أمام غساليها.؟!
” إذا كان الوالي محمد اليعقوبي هو من أعطى الضوء الأخضر، لتنفيذ الحكم بالافراغ، فليرسل مع مأموري التنفيذ بعض الأعوان المكلفين بالقبور والأموات…” يشير أحد الغاضبين من السكان في تلميح إلى أنهم مستعدون للموت، دفاعا عن سكنهم وأبنائهم، طالما أنهم يحسون بكونهم تعرضوا لانتهاك صارخ لحقوق الانسان، موضحا أن الشركة الجديدة لم تكلف نفسها حتى الجلوس حول طاولة الحوار، ولو مرة واحدة، لتبحث معهم عن حلول واقعية، من شأنها أن ترضي الطرفين معا، كما يحصل في العديد من الملفات والقضايا المشابهة التي لايغفل فيها استحضار الجانب الانساني، لاسيما وأن هذه الشركة المصرة على ” تشريد” عباد الله، لها عقارات وإمكانيات ضخمة، سواء بمدينة طنجة أو بباقي مدن العالم.
و نـاشدَ سُكـان “باطيو بينطو” خلالَ وقفتهم الاحتجاجية الأخيرة، جلالة الملك محمد السادس من أجل تدخُله وإنصـافِهم، متَيَقنين أن قضيتهم ليست في علم جلالته، مضيفين أن أملهم كبير في ملك الفقراء الذي مافَتِئَى ينجز مشاريع اجتماعية ضخمة، ليس بالمغرب، فحسب، بل حتى على مستوى باقي دول العالم.
مواضيع ذات صلة :
*سكان “باطيو بينطو” بين سِندان القَضاء و مِطرقة التَّشريد ..