السوق المركزي لبني مكادة على صفيح ساخن

غير أنّـهُ وَفَـــوْرَ شـُـروع اللجنة في عملها انتفض التجار في وجه أعضائها، وشرعوا في رفع الشعارات، مطالبين إياها بالرَّحيــل، معتبـــرين الأمر لا يعدو أن يكون تضييقا واستفــزازا للتجــــار بسببب رفضهم الانصياع لقرار مجلس المدينة بترحيلهم نحو المركب التجاري أرض الدولة، حيث التزمت الجماعة ببنائه لفائدتهم.

ارتفـــاع حِدّة التَوتُــر، و الغَضَــب العــارم للتُجــار دفـــع اللجنة إلى الانسحاب دون إتمام عملها، تفاديا فيما يبدو لأي انفلات قد لا تحمد عقباه.

وفي وقت يصر التجار على اعتبار هاته الخطوة تندرج في سياق خطة لإجبارهم على الرحيل، خاصة وأن السوق المركزي أصبح مستهدفا بعدة لجان، تعتبرها الإدارات المعنية عملا يدخل في صميم اختصاصها، وأن من حقها مباشرة التفتيش والتدقيق في كل ما يعرض داخل السوق من منتجات غذائية، والبحث عن أي مخالفات قد تهدد السلامة الصحية والجسدية للمرتفقين وللتجار، وكذا صون حقوق الإدارة.

عودة التوتر إلى السوق المركزي لبني مكادة بات يستوجب من مجلس مدينة طنجة الخروج عن صمته، والكشف عن موقفه مما يحدث، خاصة وأن الجماعة تساهم هي الأخرى في هذا الاحتقان، من خلال إيفادها من حين لآخر موظفي قسم الجبايات لإجبار التجار على دفع مت بذمتهم لفائدة الجماعة، في وقت استصدرت فيه قرار الإفراغ والترحيل.

إذ لا يعقل وفق متتبعين لهذا الملف أن يبادر مجلس المدينة لاتخاذ قرارات مصيرية في حق التجار، ثم يركن إلى الصمت ينزوي إلى الخلف وكأنه غير معني بما يعرفه السوق من توتر واحتقان…