الزواج محور دورة تأهيلية بطنجة
جريدة طنجة – حياة شفراو (دورة تثقيفية للمُقبلين على الزواج )
الثلاثاء 24 ماي 2016 – 16:35:57
هذا وبعد افتتاح الدورة بآيات بينات من الذكر الحكيم تَلاهـــا المقرئ محمد سعيد الأشهب تفضلت رئيسة الجمعية حياة شفراو بكلمة قالت من خلالها :” أن تأهيل المقبلات و المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا أصبح ضرورة اجتماعية تفرض على الدولة وجمعيات المجتمع المدني التدخل من أجل تثقيف الزوج والزوجة باعتبارهما الشريكان الأساسيان في بناء أسرة متماسكة قائمة على المودة والاحترام ،فالأسرة تعتبر من الركائز الأساسية التي يقوم عليها أي مجتمع، وبالتالي فإن تأهيل الشريكين دينيا ،قـانونـيا، نفسيا، اجتماعيا واقتصاديا سيمكن بلا شك المجتمع المغربي من حفظ استقراره وأمنهِ”.
وأضافت بالقول أن” ارتفاع نسبة الطلاق بــــالمغرب هو من الأسباب الرئيسية التي دفعت الجمعية للتفكير في هذه الدورة التي ستساهم في تقديم النصح والإرشــاد للمُقبـــــلات والمقبلين على الزواج بل وحتى المتزوجين من طرف مختصيــن وخُبَـــراء هدفهم الأول والأخير هو المُسـاهَمَــة في تـأهيـــل الشريكين و التـواصُـــل معهما بخصوص الحياة الزوجية وكذلك تدارك الخلافات والمشاكل التي تواجه الــزوجين في بداية سنواتهما الأولى من الزواج وحمايتهما قبل تعريض مؤسسة الأسرة إلى حافة الانهيار ” .
بعد ذلك تناول الأستاذ محمد الحليمي الحديث عن أهمية الزواج ودور الأسرة في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة خاصة وأن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه العزيز 146 آية قرآنية تتحدث عن الأسرة بدء من الزواج ومقدماته و انتهـــاء بانتهاء هذه الأسرة.
فقد تحدث عن الخطبة، النكـــاح،الصداق،العلاقة الزوجية، عن حقوق وواجبات الزوجين اتجاه بعضهما البعض ،الحمل ،الرضاعة ،حقوق الأبناء ،الطلاق،النفقة ،الحضانة،التوارث بين الزوجين….وأضاف أن الله سبحانه وتعالى حثَّ على الــزواج من خلال عدّة آيــــات لقوله :” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” وقوله سبحانه :”هن لباس لكم وأنتم لباس لهن”وقوله عز وجل :” وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ “…بل وحتى أن أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): انصبت في موضوع الخطبة، الـزواج، الطاعة ،النفقة وهي أحـــاديث لاتعد ولاتحصى ومنها :” من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي”.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فـزَوجــــوه الا تفعلوا تكن فتنة ” وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني.وأضاف بأن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال:إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له أفضل صدقة ،وعن كساء الزوجة والأبناء”ما من مسلم كسى مسلما ثوبا إلا كان في حفظ من الله مادام عليه منه خرقة”،وعن معوقات الزواج قال (صلى الله عليه وسلم) يامعشر الشباب من استطاع منكم البــاءة فليتــزوج،فـــإنه أغض للبصر وأحصن للفـرج، ومن لم يستطيع فعليه بالصوم فإنـــه له وجاء”.
وختم كلمته بالقول بأن من أراد السعادة الزوجية عليه الاقتداء بكتاب الله وسنة نبيه الكريم،فالرسول صلى الله عليه وسلم خير معلم للبشرية والاقتداء بسنته وبطريقة معاملته لزوجاته والتصفح في أحاديثه يوضح لنا الأجور التي يتمتع بها المتزوجون نساء و رجالا، ومن أراد أن يستمتع بخير نموذج في الحب والسعادة فلينظر لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجا محبا فقد جمع خصال الكمال والجمال في زواجه.
هذا وقد قال الأستاذ محمد النوينو في مداخلته أن تأهيل المقبلات والمقبلين على الزواج يعني إخضاعهما لدورات تكوينية على المستوى النفسي والاجتماعي والثقافي والمادي والقانوني بل وإن الحصول على شهادة تأهيلية كشرط للزواج أصبح ضرورة لإنجاح تجربة الزواج ،ومدونة الأسرة اهتمت بالتأهيل القانوني والإجرائي ولم ولن تهتم بالجوانب الأخرى للتأهيل التي أضحى الواقع يفرضها، فاستمرار العلاقة الزوجية لا يعني نجاحها ولكن استقرارها هو سر نجاحها أي وجود استقرار نفسي واجتماعي ومادي بين الزوجين والأولاد،فضلا عن دعم مواكب ومتواصل للمتابعة من طرف الدولة والمجتمع المدني أو خلق مراكز خاصة بالتأهيل قبل وخلال وبعد الزواج.ونصح المستفيدين من الدورة بالاطلاع على فصول مدونة الأسرة .
وأضاف أن مبادرة جمعية الحياة للإبداع والتواصل في إنجاز هذه الدورة هو دليل على أن المجتمع بدأ يفهم معنى التأهيل الواجب قبل ولوج تجربة الزواج .
وفي نفس السياق أكّدَ القاضي محمد الزردة أن الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة وفهم معنى المسؤولية والتضحية هم من الأولويات التي يجب على الطرفين تحقيقهما على أرض الواقع.وأنه على المقبلات والمقبلين على الزواج والمتزوجين الخضوع إلى دورات تأهيلية قبل وأثناء تجربة الزواج لاستمرار هذه العلاقة .ونصح المستفيدين من الدورة بالابتعاد عن “مكسكة”و”تركنة” الحياة الزوجية المغربية فالأفلام شيء والواقع شيء اخر.وأضاف أن دور الأهل في احتواء المشاكل الزوجية بخيط أبيض خير من تعريض مؤسسة الزواج للطلاق .فجل القضايا المعروضة على محكمة الأسرة بطنجة تفرض على القاضي إيجاد حلول وطرق لعقد الصلح بين الزوجين.بل وحتى أن بعض العقليات ترى أن أي قضية بين زوج وزوجة وصلت للقضاء يجب أن يترتب عنها الطلاق.فلماذا نربط القاضي بالطلاق ،نحن نزوج ونوقع على عقود الزواج والإحصاءات التي لدينا بخصوص الطلاق تقتضي منا إشراك المجلس العلمي بطنجة في إيجاد حلول لبعض المشاكل التي تعترض الزوجين والاستعانة بالمرشدين في المجال الديني والمختصين النفسيين والاجتماعيين هو واجب على مؤسسة القضاء .وقال أيضا انه حان الوقت لسن قانون يوجب على الراغب والراغبة في الزواج تضمين وثيقة أو شهادة تأهيلية للزواج تثبت خضوع الشريكين لدورات تكوينية قبل الزواج،وذلك إلى جانب الوثائق التي يعدها الطرفين لإبرام العقد كالشهادة الطبية .
وفي كلمة للمستشار الأسري محمد عزيز الضميري قال أن المشاكل التي تعترض الزوجين في سنة أولى زواج هي مسألة طبيعية لاختلاف طباع الشريكين وأن كيفية التواصل الطرفين تقتضي اجتناب التكلم في آن واحد فتبادل الإصغاء لحل المشكل أحسن من تعقيد الأمور .هذا وقد قدم المستشار سلسلة من النصائح للزوجة والزوج.
ففي السنة أولى زواج على الزوجة أن تشعر زوجها بأنه رقم واحد في حياتها،تهتم بكل مايخصه في كل جوانب حياته،تقدم له الكلمات الطيبة وتجتنب الألفاظ المستفزة،أن تعتمد الصراحة مع زوجها وتتفق معه على كل صغيرة وكبيرة قبل الزواج حتى لايتفاجئ ،وأن تطيعه وتهتم لكلامه وبأمانه وراحته .ونصح الزوج بأن يشعر زوجته بأنها ملكة في بيتها ،يحن عليها ويدلعها ويحسسها بأنه رجل قادر على تحمل المسؤولية ويهتم بأناقتها وزينتها ومهاتفتها وهو خارج البيت لأن الزوجة تحب الاهتمام و يشترك معها في طاعة الله ولو ربع ساعة كل يوم بقراءة القران ويتقي الله في كل معاملته معها ويتذكر أنه تزوجتها على سنة الله ورسوله.
واختتمت حياة شفراو”الدورة التأهيلية الأولى للحياة الزوجية” بتقديم الشكر للأساتذة المشاركين في الدورة على حسن تأطيرهم للمستفيدين كما تفضلت بشكر أعضاء جمعية الحياة للإبداع والتواصل وكل من ساهم من بعيد أو قريب في الرقي بالفكرة لتطبيقها على أرض الواقع وعلى رأسهم مجموعة من الشباب الذين تطوعوا لتنظيم هذه الدورة وخصت بالذكر:نبيل بخات،معاد الربيطي،نجوى الريش،رضى أخديم،عبد الغني المزكلدي،المهدي المجدي،صليحة المتني ،إكرام مزروع..و آخرون مثل محمد بوعمر،يونس الوهابي ،يونس البخاري،عثمان الكنوني ،نبيل افزارن…وفي نهاية الدورة تم فتح مجال للمناقشة وتوزيع الشواهد التقديرية على المشاركين امتنانا وتقديرا لمجهوداتهم القيمة في إنجاح هذه المبادرة الاجتماعية والتثقيفية.