التقدم و العدالة .. نبيل بن عبد الله لعبد الاله بنكيران .. أنا من أهوى و من أهوى أنا
جريدة طنجة – ل.السلاوي ( تلاحُم البيجيدي والتقدم ولإشتراكية )
الثلاثاء 17 ماي 2016 – 12:17:35
و طبيعي جدا أن نسمعه هو الآخر يتحدث في لقاءات آخرها بطنجة يوم الخميس المنصرم ببيت الصحافة عن التحكم و الدَّولة العميقة كتلميذ نجيب للعدالة و التنمية..
و من حَق نبيل بن عبد الله أن يقول لبنكيران، أنا معك في الصراء و الضراء، و في الحكومة و المعارضة ، و لو الى حين ، لزوم المرحلة ، و بعد ذلك لكل حادث حديث ، و لكل مقام مقال، انسجاما مع براغماتية التقدم و الاشتراكية المعروفة.
من حقّهِ أيضا أن يقول له أنا أحبك..
و أحب القناديل و الراحل الخطيب.
و من حقه أن يقول له أن علاقة قرابة عائلية تجمع بين التقدم و الاشتراكية و العدالة و التنمية ، و يذكر له التاريخ و شجرة العائلة بعيدا عن التصنيفات المفتعلة، و هذا اليمين الخيالي و اليسار الخيالي في بلد ما زالت تحكمه العائلات الأقوى من كل ايديولوجية ، و من كل الشعارات التي نستهلكها لمجرد الاستهلاك و لوك الكلام.
ماذا تريدون من التقدمي أن يفعل، غير أن يمدح التجربة و التحالف، و يقول لبنكيران يا سندي و يا منقذي من الضياع و الضباع، و يا باعث الروح في حزبي المحتضر.
ما أجمل قصة الحب التي تجمع بين التقدم و الاشتراكية و العدالة و التنمية،، أنا من أهوى و من أهوى أنا . نحن روحان في جسد واحد ، نشغل القاصرات في البيوت و نحرص على الحفاظ على كل العادات السيئة في المغرب و سن قوانين لحمايتها.
ما يجمع بين الحزبين هو أكبر من تحالف منسجم، بل انه قصة حب سيخلدها التاريخ ، حتى أن المتتبعين صاروا عاجزين عن تحديد من هو الحداثي و من هو المحافظ، من الرجعي و من التقدمي ، من اليساري و من اليميني، و من شدة العشق و الوله ذابا في بعضهما البعض ، و أصبح نبيل بن عبد الله ووزيره في التشغيل يرددان نفس تبريرات العدالة و التنمية..
كأن تشغيل القاصرات في البيوت من المقدسات أو الثوابت، و لان الحب بلغ مبلغه، فقد أصبح الغزل يشع من الرفاق ، و ها هم كقيس بني عامر ، يتغزلون في ليلى العدالة و التنمية، و يفقدون هويتهم و مبادئهم، و يحرصون على راحة مصطفى الرميد و بسيمة الحقاوي و البنات الصغيرات “الفاخرات” اللواتي لا حرج ان تزوجن أو اشتغلن….
التقدم و الاشتراكية الذي كان يزايد في هذا الموضوع على باقي مكونات أسرته اليسارية ، و ارتبط النضال فيه باسمه و باسم وزراء ينتمون اليه، يقع اليوم ضحية العشق المجنون ، الذي جعله يتجرد من ذاته و لا يسعى الا لنظرة من الحبيب و حقائب وزارية في الحكومة المقبلة..
من كان منكم يظن أن هذا الانسجام بين النقيضين يمكنه أن يصل الى تبني نفس الأفكار و نفس النظرة …
و من لا يؤمن بالحب، ليس بمقدوره أن يستوعب هذه القصة ، لكنكم و بسبب الغيرة تستغربون ، و كم من عاشق غير دينه بسبب الحب ، و كم من محب تخلى عن أهله و دياره و سار خلف حبيبة القلب. و عندما يكون الحب صادقا فلا يبقى فيه ، الأنا، و ، الهو، و تمحى الذات و تذوب في الآخر، و ما يؤمن به الحبيب أؤمن به أنا.