مقاطعة مغوغة تنظم الصالون الأدبي الأول
جريدة طنجة – م.الحراق (الصالون الأدبي الأول )
الأربعاء 04 ماي 2016 – 16:43:11
المبادرة التي أقدمت عليها مقاطعة امغوغة الهدف منها، حسب محمد بوزيدان، رئيس مجلس مقاطعة امغوغة خلال حفل افتتاح الصالون الأدبي في نسخته الأولى، تروم محو الصورة النمطية التي اعتاد المثقفون أن يروا بها المقاطعة أو الجماعة، المحصورة في كل ما هو بنية تحتية من طرق ،إنارة عمومية والتعمير …، وهي الصورة التي يرون بها هذه الكائنات الترابية التي تسير الشأن المحلي، بل هناك انشغال المقاطعة والجماعة بالجانب الثقافي أيضا، وبالفكر والمفكرين، من خلال الاحتفال بالهامات والقامات الثقافية والفكرية التي تتوفر عليها المدينة. والدكتور امحمد جبرون واحد منهم. أما الهدف الثاني من هذا الصالون الأدبي – يضيف رئيس مقاطعة امغوغة- هو تكريس الرؤيا التي يجب أن يرى بها المغرب، وهي ثقافة الاعتراف بمبدعينا ومثقفينا، وهو ما نبهنا إليه العلامة عبد الله كنون من خلال مؤلفه” النبوغ المغربي”، لكي يقول للمشارقة والمغاربة، أنه خلف هذه الأسوار بين الأسوار المغربية، هناك طاقات فكرية وثقافية وعلمية كبيرة تحتاج أن نوليها الاهتمام، وهذا اليوم، يختم امحمد بوزيدان، يشكل حلقة من الحلقات التي ستسعى مقاطعة امغوغة على استشرافها كل سنة ليصبح تقليدا سنويا.
أما النائبة الأولى لعمدة طنجة فاتحة الزاير، فقد نوهت في بداية كلمتها بالدكتور امحمد جبرون على المكانة التي يحتلها علميا، مشيدة بكفاحه في المجال الفكري والثقافي، حيث يعتبر قدوة لجميع المثقفين، متمنية أن يشكل هذا الصالون الأدبي بداية لانطلاقة فعلية وحقيقية لعمل ثقافي جبار.
المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة العربي المصباحي نوه بدروه بهذه المبادرة التي أقدمت عليها مقاطعة امغوغة، بجعل الثقافة والمثقفين في صلب اهتماماتها، مشيرا إلى أن المجال الثقافي في حاجة إلى مجموعة من المبادرات من أجل النقاش حول مجموعة من القضايا، ليس فقط حول الجانب الفكري النظري، ولكن أيضا على المستوى التطبيقي لهذا الفكر، الذي تستمد منه المشاريع، والخطاطات، للسير عليها.
وخلال هذا اللقاء الذي شارك فيه الأساتذة الدكاترة، رشيد الراضي، عبد النبي الحري وبلال التليدي، وأداره بإتقان الأستاذ محمد الحريشي، تطرق المتدخلون إلى كتاب امحمد جبرون المعنون ب “مداخل التنوير في الفكر السياسي الإسلامي”، حيث تناولوا بالدرس والتحليل هذا الموضوع، من خلال قراءة شاملة لما جاء في الكتاب، الذي يؤسس لمفهوم حداتي، أو تأصيلي لدخول الحداثة، من خلال قراءة التراث، والبحث عن هذه الأصول المرجعية، التي تجعل الحداثة والمساهمة الحضارية ممكنة وكائنة.
والدكتور محمد جبرون، أحد أعمدة هذا التفكير التجديدي، الذي ينحث في الذاكرة وفي التراث، وفي الأصول المرجعية، قصد إيجاد آليات حقيقية، يستطيع من خلالها تأسيس مخرج لمدنية حقيقية، تتماها مع الآخر ولا تنسخه، ولا تتنكر للتراث، بل تنطلق منه تطويرا وتأصيلا. واعتبر الأساتذة المشاركون في الصالون الثقافي الأول أن كتاب امحمد جبرون هذا عبارة عن قراءة منفتحة ورائدة،ذلك أنه يحاول أن يتعامل مع المعطى السياسي، وينزع عنه القداسة الدينية، من خلال تنشئة التكوين، وعامل الإكراهات، سواء في الزمان آو المكان.