كردستان ليست هي ريفى ستان
جريدة طنجة – عبد العزيز الحليمي ( قضية الصحراء )
الأربعاء 25 ماي 2016 – 12:47:13
لم يَكُـــن في الحسبان أن رفاق السّـلاح أثنـــاء حرب التَّحريـر وبمـا قدّمَ مَغربنـا لاستغــلال الجــزائر، بل من أجلِ انضمام الصحراء الشرقية المغربية إلى تـُرابه حتَّـى تستقـل الجزائـر وتجــري بعد ذلك مفـاوضــات لترسيم الحدود بين الأشقاء المغاربة والجزائريين، ولم يكن المغاربة يتصورون أن تصبح الجزائر خصمـًا عنيدًا تقحم نفسها لمُنـاوشتهِ في صحرائه الجنوبية المسترجعة بدعوى تقرير المصير الصحراوي.
في سياق ما تريده الجزائر من تفتيت للأرض والإنسان المغربي، فبدأ التداول للأمازيغية كلُغة، وبعدها كثقافة، وأخيرا يرفــع الأمــازيغيون التماسا إلى الأمم المتحدة بمطالبتهم في حشد منهم بمراكش بالأرض والثروة، وهذه إدانة ضمنية لهم ومن أنفسهم أنهم يفتقدون الأرض، وبأن وحدة المغرب إنسانا وأرضا تزعجهم ويثبتون أنهم عنصريون..
زيارة إلياس العماري ـ الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ـ لكردستان في العراق كان تلميحــًا بالمطالبة الملحة بالحكم الذاتي في الرّيف الكبير ليتحرك بعدها إلى استقلال كنَمــوذج لباقي الممناطق المغربية التي ستطالب بالأحكام الذاتية..
هنا لا بد الإشــارة بأن هناك مفارقات بين الأكراد في العراق ومنطقة الريف في شمالنا المغربي.
بالنسبة للأكراد فقد تعامَلـــوا مع إسرائيل وأمريكا، لكن الزّعيم الرّيفي عبد الكريم الخطابي في ثورته لم يتعامل مع أي جهة أجنبية، بل كانـــت تورثه وَحْدَوية فَوصَلـت جُيــوشه إلى حُـدود فاس، ممَّـا خـافـت فرنســا على نُفــوذها فتدخلت إلى جـــانب إسبـانيــا..
للإشارة فإن الأكراد تشبَّثـــوا بــالأرض في حدودهم بالعراق تحتَ الحماية الأمريكية بينما سكان الريف المَغـــاربـة متــواجدون في كل مَنــاطق المغرب وأروبـــا، وبفعل المُصاهرة لا يجد المَرأ عُنصُرًا أمازيغي أو عربــي قـــُح، بل يجمع هذا الكل وطن واحد من صحرائه إلى سُهوله، فجباله وهضابه وشواطئه، شعب مندمج فوق أرضه.















