هل تتحول محطة قطار طنجة القديمة إلى متحف للذاكرة الوطنية المغربية
جريدة طنجة – ع. كنوني ( ” محطة قطار طنجة ” )
الأربعاء 20 أبريل 2016 – 11:42:30
و كنا، ومعنا كل سكان طنجة، الغيــورين على ماضي وحاضر ومستقبل هذه المدينة العظيمة، نأمل أن تنتبه السُلطات الإدارية والجماعية إلى الحمولة التاريخية لهذه المحطة، وإلى رمزيتها الوطنية، حيث إنها شكلت محطة جوهرية في فترة حرجة من تاريخ نضال الشعب المغربي من أجل الاستقلال، إذ مكّنت من تحقيق الوحدة الترابية للمملكة، بعد تقسيمها إلى أربع مناطق، “دولية” بطنجة، و”إسبانية” في أقصى الشمال وأقصى الجنــوب و “فرنسية” في الوَسط، أو ما كان يُطلَـق عليه اسم منطقة “الكوشطة” أي الساحل.
فقد اخترق جـلالــة السلطان محمد الخامس رحمه الله، تراب بلاده غير آبه بـ “التقسيم الاستعماري” الذي فرضته على المغرب معاهدة الجزيرة الخضراء سنة 1906، والإتفاقيات التي سبقتها ما بين دول الغرب الأوروبي والتي كانت تهدف إلى اقتسام الكعكة الإفريقية بينها، مستفيدة ،في ما يخص المغرب، من الوضع الكارثي الذي كان يَشهده المغرب، من فوضى وسيبة وتنافر داخل العائلة المالكة.
و كان وصول جلالة السلطان والعائلة الملكية إلى محطة قطار طنجة، مناسبة لإعلان الوطنيين عبر لافتات عملاقة رفعت قبالة محطة القطار، و بباب المندوبية وسط السوق الداخل، تحمل كتابات تعلن أن طنجة ”علوية” وليست دولية.
وقد احدثَ ما شــاعَ بمناسبة الاحتفال بذكرى 9 أبريل المجيدة، من أن محطة القطار قد تتحول إلى متحف للسكك الحديدة بالمغرب اعتبــارا إلى أن خط طنجة ـ فاس كان أول خط سككي بالمغرب، وإلى ذاكرة لنضال الشعب المغربي من أجل الاستقلال والوحدة.
نتمنى أن تهتم سُلُطــات طنجة بهذا المـوضـوع وأن تعمل الهيئات والمنظّمات الأهلية على الدفع بهذا المشروع إلى التنفيذ، دفاعـًا عن حق طنجة وأهاليها في المُحافظة على مآثرهم التاريخية، ولعل محطة القطار برمزيتها الوطنية تعتبر من أغلى تلك المآثر وأقربها إلى نفوسهم ووجدانهم.