الفنان محمد العربي العوامي والفنان محمد العربي اليعقوبي : نبذة عن رمزين من رموز طنجة غادرا معا إلى دار البقاء في نفس اليوم
جريدة طنجة – م.إمغران ( العربي العوامي و العربي اليعقوبي)
الثلاثاء 12 أبريل 2016 – 16:18:06
وشيع في اليوم الموالي جُثمانهما الطاهران في مَوكبين جنائزين مهيبين، حَضرهما حَشد غفير من الأهل والأصدقاء والأحباب والمَعــــارف، ودفنا، على التوالي، بكل من مقبرة المُجاهدين، بعد صلاة الظهر، ومقبرة سيدي اعمار، بعد صلاة العصر.
الفنــان الراحل محمد العـوامي كان برزَ اسمه في خمسينات القرن الماضي في مَجـال الغناء، واشتهر بأغنيته “مي يا مي لحبيبة” التي أطرَبـــت الصغير والكبير، الشاب والكهل، المرأة والرجل، وذلك عل مدى عقود. ولم يتوقف الرجل، طِيلة مسيرته، عن تسجيل حُضـوره في الكثير من المناسبات الدينية والوطنية، فضلاً عن إحيـــائهِ للعديد من الأنشطة بطنجة، برفقة زملائه وأعضاء فرقته، وكان يطغى على أغانيه الطابع الاجتماعي، لذلك سُمي بـ: ” مطرب الأسرة”. من أغانيه، نذكر “عيد ميلادك يا أختي” و”بابا يا ألف حجاب” و” طنجة يامولات التاج “.كما كانت تربطه بجريدة طنجة علاقة خاصة، لرمزيتها ودلالتها بالنسبة إليه وإلى تاريخ المدينة على السواء، حيث لم يمض وقت طويل على آخر استضافة له بمقرها، قبل انتشار خبر وفاته.وهكذا فقدت المدينة فنانا أحبته، لإبداعه وأخلاقه وطيبوبته، كما أحبها هو، لجمالها وطقوسها وذكرياته بها وطيبة أهلها..
ونفس الحكاية تنطبق على الفنان محمد العربي اليعقوبي، الذي أحبَّ ” طنجة ” كما أحبته هي بشوارعها وأزقتها و أنــاسها الذين كانوا يستوقفونه، للسلام عليه، كلمـــا رأوه، لأنه أعطى للمدينة إشعاعا في تصميم ملابس المسرح والسينما، إذ لايمكن ذكر فيلم “الرسالة” أوفيلم “عمر المختار” ـ مثلا ـ دون ذكر اسمه، باعتباره أتقـنَ تصميم ملابس التمثيل لفائدة أغراض هذين الفيلمين وغيرهما، بشهادة النقاد والمختصين، سواء في المسرح أو في الفن السابع.وبرزالراحل، أول مرة، في أربعينات القرن الماضي، ضمن رواد “فرقة المعمورة” التي نسجت علاقة وانطلاقة قوية في مجال أبي الفنون، قبل أن يعمل إلى جانب كبار المخرجين العرب والدوليين، كـ : ” السوري مصطفى العقاد” و”دفيد لين” و”فرنسيس فورد كوبولا”، دون نسيان المخرجين المغاربة الكبار، كـ:” جيلالي فرحاتي” في فيلم ” شاطئ الأطفال الضائعين” و”فريدة بليزيد” في فيلم ” كيد النساء ” و”مومن السميحي” في فيلم “العايل”..
و رغمَ أنَّ الرّاحل محمد العربي اليعقوبي بلغَ من العُمر عتيـًا، فضلاً عن المرض الذي لازمه، طيلة السنوات الأخيرة، فقد حافظ على أناقته وحسن هندامه، وتمسك بروح “النكتة” التي تسكنه، كأنه يطرد بها عنه كل ما يمكن أن يعكر عليه صفوه وصفوجلسائه. كما تميز بقوة ذاكرته، التي لم تتنكر لأصدقائه ومعارفه وتلامذته، على مدى عقود.
رحم الله محمد العربي اليعقوبي ومحمد العربي العوامي، رمزين من رموز هذه المدينة، كل في مجاله، حيث تعارفا على بعضهما البعض، والتقيا كثيرا، لسنين طويلة، قبل أن يغادرا معا هذه الدنيا إلى دار البقاء، في نفس اليوم، الثلاثاء 5 أبريل 2016…