.. أنشئ سنة 1937 واحتضن مباريات دولية وأصبح نقمة على الساكنة بفعل الشغب .!!
جريدة طنجة – متابعة (ملف خاص عن ملعب مرشان في “خبر كان” )
الخميس 28 أبريل 2016 – 10:35:16
•ملعب مرشان…الهدوء بعد العاصفة
أنشئَ سنة 1937 واحتضنَ مُبـاريـــات دولية وأصبح نقمة على الساكنة بفِعل الشغب .
انطلقت عملية “هدم” ملعب مرشـان، في إطــــار مشــروع إعادة تهيئة “ساحة مرشان” بطنجة. القـــرار قُـوبـلَ بــالرَّفــض من قِبَــل فئة وُصفت العملية بــالصدمة، و تـــرى فيها مُــؤامـــرة لإقبــــار معلمة ريـــاضية لها تـاريــــخ، وبنية إعدام المآثر التاريخية لعـــاصمة البـوغـــاز. لكن فئة أخرى رحبت بالفكرة، واصفة الاحتجاج بـــالضجة المفتعلة، سيما أن كلمة ” الهَدم” مجرد إشاعة مُغـرضــة يطلقها البعض لايقاف مشروع في مصلحة المدينة ومنطقة مرشان. لأن الملعب سيحافظ على طابعه التاريخي.
العملية سترضي البعض بينما ستغضب آخرين.

أحدث منذ ما يقارب 80 سنة واحتضن مباريات وتظاهُُــرات كُبــــرى
الملعب كان مسرحـًا لمُباريـــات دوري الدرجة الثانية الإسباني إبـــــان الاستعمار. وكانت طنجة ممثلة بفريق المغرب (برفع الميم) الذي نــاضلَ بــــاسم الرياضة ولعب ضِدَّ أندية إسبانية.

واحتضن الملعب العديد من المباريات الهامّة بين فـــرق مختلفة الجنسيــــات بطنجة، وفرق إسبانية عريقة، نظير،نــــادي مالقا، قادس، ريال بتيس، إشبيلية، ريكرياتيفو، خيريث التي كانت تُواجه فريق الاتحاد الرياضي الاسباني لطنجة الذي كان يلعب في القسم الثاني بالدوري الاسباني في الاربعينيات. هذا الأخير جمعته مباراة تاريخية بفريق المغرب الذي ألحق به هزيمة تاريخية بخماسية نظيفة وصفت بالنصر السياسي على المستعمر، وهي النتيجة التي تتجاذبها كل الأجيال إلى يومنا هذا.
والفريق الإسباني انتقل سنة 1956 إلى مدينة سبتة المحتلة، ليصبح ملعب مرشان فضاء مفتوحا للأندية المغربية المحلية. وعاش الملعب بعد الاستقلال ملحمة الصعود الأول لاتحاد طنجة الذي كان يدعى (نادي الشرطة) إلى القسم الأول من البطولة الوطنية في بداية الستينات. ولم يعمر أكثر من موسم واحد لينزل إلى القسم الثاني. واصبح بعد ذلك معقلا لنهضة طنجة بالقسم الثاني والعديد من أندية القسم الثالث. إلى أن انسحب النهضة من البطولة في أوائل الثمانينات بعد احداث مباراة ضد البريد الرباطي، تلتها قرارات عقابية قاسية ضد الفريق ومجموعة من نجومه ففضل الانسحاب. ونشأ بعده فريق اتحاد طنجة سنة 1983، وانتظرت المدينة حتى 1987 ليحتضن الملعب ملحمة الصعود التاريخي الذي انتظره الجمهور الطنجاوي لأزيد ربع قرن. وتألق اتحاد طنجة في البطولة وصار يحمل اسم “فارس البوغاز“، وأحرز المركز الثاني في البطولة في أوائل التسعينيات. وانتكست المدينة بنزول الفريق سنة 1997، وانتظر الجمهور حتى الموسم الماضي لتحقيق عودة تطلبت انتظار ثمان سنوات.
الشغب وموقع الملعب وجاهزية الملعب الكبير أمور عجلت بوقف النشاط بملعب مرشان.
في مراحل التسعينات، ومع انتشار ظاهرة الإلتراس، أصبح ملعب مرشان يشكل نقمة على الساكنة المحيطة به، والتجار ورجال الأمن. سيما ان مباريات الفريق أصبح تنتهي في بعض الأحيان على إيقاع الشغب وإلحاق الأضرار بالغير. ومع افتتاح ملعب طنجة الكبير، صار ملعب مرشان ملعبا ثانويا لفريق اتحاد طنجة، يلعب فيه عندما تضطره الظروف إلى ذلك، وكان أخرها موسم الصعود. ولم يحتضن الملعب سوى مباريات الويكلو للفريق هذا الموسم.

ظروف وقرار الهدم و تطمينات السلطات ورئيس الجماعة الحضرية لطنجة:
بالنسبة لولاية طنجة، فـــالعملية تتم وفق خطتها لإعادة تهيئة منطقة مرشان. ضمنها الملعب البلدي الذي لن يتم هدمه، بل سيتم الحــفــاظ عليه وفق التصميم الذي أعلنته الولاية في إطار مشروع وبرنامج “طنجة الكبرى”، بهدم سور الملعب ومُدَرَجــاتـــه الحديثة، و الحفــــاظ على “ثلاث مدرجات”. مع تعـزيـــز المنطقة بثلاث ملاعب القرب، وخَلـق فضــــاءات خضـراء ستُشكّـل متنفســًا جديدًا لساكنة المنطقة، استنادا إلى تصريحات المهندسة هناء البكاري، مهندسة المشروع التي أكّدت أن مشروع التهيئة يشمل أيضـــًا تأثيث المنطقة بمعهد للموسيقى، ومرأب عصري للسيارات يتسع لـ 230 عربة، وإنشــاء شبكة إنـــارة عمومية.
وخَدَمــات عديدة ستكون في صـالــــح مدينة طنجة وساكنتها. ويُكَلّـف المشــروع مبلـغ غـلافــا مـاليـــًا يقدر ب 16 مليون درهم، وسيكون جاهزا خلال 4 أشهر من تاريخ انطلاقه منذ فاتح مارس الماضي.
من جانبه، البشير العبدلاوي، رئيس الجماعة الحضرية لطنجة أبدى ارتياحه لتصميم تهيئة منطقة مرشان، بما فيها التغيير الذي سيطرأ على ملعب مرشان، نـافيــًا أن تكون هناك فكرة لهدمه. و اعتبر ملعب مرشان استوفـــى الغـــرض الذي وُجدَ من أجلهِ، بعدما تمّ بنـــاء الملعب الكبير بـالزيـاتـــن. مُؤكّــدًا بـــدوره أن الملعب لن يُهدم ككل بل فقط سوره ومدَرَجــاتـــه، وسيصبح الفضاء عبارة عن مسـاحــــات خضراء وأماكن ترويح للأطفال، إضـافـــة إلى ملاعب، ويشكل قيمة مضافة منه لأهل طنجة وساكنة مرشان.

شُروط المجتمع المدني ضمنه مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة
مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، أحد هيئات المجتمع المدني التي تتدخل بقوة في مثل هذه الملفات، ألح على ضرورة الحفاظ على الملعب باعتباره ذاكرة رياضية للمدينة. وقال رئيسه ربيع الخمليشي”:إن المرصد قام، في اجتماع ، بتحيين مذكرة كان قد وجهها إلى كل من الجماعة الحضرية والولاية والوكالة الحضرية، في يناير من السنة الماضية، والتي تضم فقرة خاصة بضرورة تصنيف المعالم الرياضية للمدينة لما تمثله من ذاكرة جماعية لأبنائها، وعلى رأسها ملعب مرشان. لأن المعلومات متضاربة وهناك ضبابية في مسألة تأهيله، وكم من مشاريع كانت تبدو مقبولة على الورق، لكننا فُوجئنــــا بـــانحرافها عن مسارها. بالنسبة لنا ملعب مرشان هو فضاء رياضي له قيمة اعتبــــارية كبيرة وجزء من ذاكرة المدينة، والمساس به، بأي شكل من الأشكال، هو مس بذاكرة أبنائها”.

وجميع فعاليات المجتمع المدني أعربت عن أمَلِهـــا في الحفاظ على معالم الذاكرة الرياضية لعاصمة البوغاز، داعية إلى ضرورة تعزيزها بعرض خدماتي يضمن لجميع سكان المدينة الحق في المرافق، ضمنها الرياضية.
سيما ان التخوف في مشروع إعادة هيكلة ملعب مرشان انطلق من بعض النواقص، من خلال حذف مستودعات للملابس و فضاءات لتأطير الأطفال، وهو الأمر الذي أخذته مهندسة المشروع بعين الاعتبار خلال لقاء صحفي عقدته بحضور فعاليات المجتمع المدنية بطنجة. ووعدت بتصحيحه..
مواضيع ذات صلة : ناشطون يستنكرون هدْم ملعب “مرشان” بطنجة .