متخصصون من طنجة: التراث اللامادي أغلى من المقاربة الربحية
جريدة طنجة ( بناية “رينشهاوسن” )
الأربعاء 27 أبريل 2016 – 10:10:16
وفي هذا السياق، قال ربيع الخمليشي، رئيس مرصد البيئة وحماية المآثر التاريخية، إن “التوليفة الناجحة في الدول المتقدمة في ما يخص المآثر هي ربط الموروث الحضاري بأدواره التاريخية، دون أن تكون هناك ضرورة لأن تتحول كلها إلى متاحف، مثلا، شرط الحفاظ على روحها وطرازها وأدوارها.
وأضاف الخمليشي أن عقار “رينشهاوسن” في ملك الأجانب، لكن المسؤولية مُلقَـــاة على الجماعة الحضرية للمدينة، معتبـراً أن التراث اللامادي “أغلى وأثمن من أي مُقـاربة اقتصــــادية ربحية محضة، وأن المعلمة المذكورة تتمَيّز بوُجــــود فئة حاملــة لهمّ الحفاظ عليها والترافع من أجلها”.
من جهته اعتبـــر المؤرخ رشيد تفرسيتي أنه رغم وجود بناية “رينشهاوسن” خـــــارج أسوار المدينة القديمة، فإنها تعتبر معلمة وتُراثـــًا في حالة نـــــادرة تتميز بها طنجة، بحيث تتواجد عدد من المعالم التاريخية ختـــارج أسوار المدينة العتيقة، مضيفا أن جمعية البوغاز التي يرأسها دافعت في التسعينيات عن البناية ووقفت في وجه مخطط كان يهدف إلى هدمها بالكامل.
وعن تصنيف تُــــراث المدينة، قال المتحدث إن عدد المواقع والبنايات المصنفة كان سنة 1992 ستة وعشرين موقعـــًا، قبل أن ينتقل العدد إلى 46 بزيادة 20 موقعا كلها مصنفة تراثا وطنيا، وعلى رأسها معلمة “رينشهاوسن”.

عبد الرزاق بنعطية، أستاذ بالمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، اعتبر أن التراث يرتبط بالهوية، وأن هوية طنجة هي هوية مختلطة ترتبط بعدد من الشخصيات التي تركت بصماتها على المدينة أكثر مما تظهر في المعمار الذي هو خليط غني أيضا، حيث مرت عدد من الثقافات بالمدينة وتركت بصماتها كالإنجليز، الإسبان، الفرنسيين، الألمان.. وغيرهم.
وأوضح بنعطية أن مآثر طنجة تحتاج لإعادة الاكتشاف، لأن التراث موجود فعلا لكن المشكلة أن الناس يعيشون بجانبه ولا يعلمون عنه شيئا، خصوصا الموجود داخل أسوار المدينة العتيقة، مضيفا أن التراث ينبغي أن يعرض في جوّ به نوع من التنشيط كالإضاءة، والقيام بزيارات ليلية ذات طابع مختلف.
واعتبر حبّوش العياشي، أستاذ الأدب الإنجليزي، أن طنجة ظلت على الدوام موقعا خطابيا لتمثـّـلات الأنا والآخر، من خلال تناولها في الكتابات التاريخية، والكتابات الثقافية، والأرشيفات السينمائية، والأوراق النقدية، وفي السينما الغربية.
وضرب حبّوش أمثلة لريادة طنجة عالميا من خلال مثال لسيدة طنجاوية تدعى نجاة أبورك، والتي قامت سنة 1862 بعروض أكروبات في أمريكا، معتبرا أن طنجة لم تكن فقط موضوعا للتمثّل بل منطلقا جغرافيا لمغاربة العالم منذ بداية عصر النهضة.
كلمات مفتاحية : رينشهاوسن – المعالم التاريخية لمدينة طنجة – بناية تاريخية ذات طابع ألماني نمساوي نيوكلاسيكي – رينشاوسن – جمعية رشاوسن – بناية ريشاوسن – “رنشاوسن ” الإرث التاريخي لمدينة طنجة – بناية رينشهوتن بنمط “بروسي جرمـاني” – بناية رشوسن معلمة تاريخية مُصنّفة من الاثار التاريخية لطنجة لمالكها “أدولف رشوسن” الألماني – Adolf Renschhausen.