قصة مواطنة مغربية وابنتها.. نجتا من حرب ليبيا الطاحنة.!
جريدة طنجة – م.إمغران ( قصة نجاة مواطنة مغربية وابنتها من حرب ليبيا )
الثلاثاء 26 أبريل 2016 – 18:16:30
ازدادت “حرية” بمدينة فاس سنة 1956، وترعرعت بمدينة المحمدية، وعاشت بضع سنوات بمدينة الدار البيضاء، لكن ظروفأسرتها الصعبة على مستويات عدة، دفعت بها إلى ضرورة الاعتماد على نفسها، فقد نالت حظا من التعليم (التاسعة ثانوي ـ النظام القديم)، أهّلها لتواجه مصيرها، بكل شجاعة ورباطة جأش، حيث اغتنمت أول فرصة، عُرضت عليها للعمل بدولة ليبيا، فهاجرت إليها، دون تردّد، وذلك سنة 1985، هروبا من جحيم أوضاع أسرتها.فكانت محظوظة ـ تقول ـ لأنها في بداية الأمر، نزلت بمدينة “طرابلس “عند عائلة ليبية، محافظة طيبة، ثم اشتغلت بجهاز إسعاف الطيران، لمدة ثلاث سنوات، بعدها عملت بمصحة خاصة، يطلق عليها “سبعة دكاترة” ، لمدة سنتين، حسب انتهاء عقود عملها في كل مرة، قبل أن تشتغل حرة فيما بعد، كمصوّرة لجميع المناسبات والأفراح الشعبية، بمحلها التجاري (استوديو). هذا العمل جعلها تحظى بحب الناس، ومنحها شعبية كبيرة، حتى لدى بعض إدارات و مؤسسات الدولة.وفي سنة 1989، شاء القدرأن تتعرف ” حرية ” إلى “باكستاني”، سرعان ما خفق قلبه لها، فطلبها للزواج. وكأي أنثى تحلم بتكوين أسرة، والعيش تحت سقف مودة ورحمة، لم تمانع أمام قسمتها ونصيبها.
وهكذا أضيئت مَصـابيح الفـــرح، ودُقت الطبول، وتكلّم النغم. وبعد حوالي، سبع سنوات من الزواج، أنجبت ابنتها الوحيدة، “ياسمين” التي كان مجيئها إلى هذا الوجود، بمثابة عصفورة غرّدت في دنيا والدتها الموحشة والمقفرة، حيث الغربة القاسية والمنفى الاختياري. لكن ، من الطبيعي، أن دوام الحال من المحال، فالحرب الأهلية الطاحنة التي دارت رحاها بالبلاد، خلال السنوات الأخيرة، حولت حياة أفراد هذه الأسرة إلى اضطراب، حيث كانوا يرون الموت بأم أعينهم، كل يوم.وكان من المتوقع ـ كذلك ـ في كل دقيقة أو ساعة من الزمن، أن يكونوا في عداد الجثث والأشلاء التي تتطاير، نتيجة إطلاق القنابل والصواريخ، فوق رؤوس المدنيين.
في ظل هذا الوضع، فرَّ أفــراد هذه الأسرة، للعيش بمَـزرعة بمنطقة نائية، بليبيا…
يُتبع…..


















