سعيد كوبريت يناقش دور الاعلام في التثقيف و الترفيه في اطار الأسبوع الثقافي الثالث للثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس بطنجة
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( دور الاعلام في التثقيف و الترفيه )
الثلاثاء 19 أبريل 2016 – 18:04:00
و علاقة بالمناسبة ، نظمت بقاعة الندوات بالمؤسسة، ندوة في موضوع : دور الإعلام في الإخبار والتثقيف والترفيه، من تنشيط أحمد العمراني رئيس مكتب الاتصال بالمديرية الاقليمية للتعليم ، و بمشاركة الأستاذ الدكتور ، سعيد كوبريت ، الكاتب و الصحفي و رئيس بيت الصحافة بطنجة ، و فؤاد عزوزي إعلامي بالقناة الثانية، و بحضور الأطر الادارية و التربوية بثانوية عبد الخالق الطريس و جمعية أولياء الطلبة و مجموعة من الاعلاميين و المهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة .
و في مداخلة للأستاذ الدكتور سعيد كوبريت، تحدث من خلالها عن الخبر و أخلاقيات المهنة ،و اعتبر أن العمل الصحفي ككل فن يعتمد على الذوق السليم المبدع والموهبة الفطرية مقرونا بالثقافة الواسعة يشكل تزاوجها مع بعضها القدرة المتمكنة ضمن الإطار العام مع الالتزام بالقواعد والأسس الآلية.
مضيفا أنه يتحتم على المحرر الصحفي أن يستوعب الموضوع استيعابا كاملا بكل دقائقه قبل الشروع بالكتابة، و أن يعطي الموضوع حجمه الطبيعي دون تهويل أو إنقاص وتجنب السرد الدرامي العنيف والمفتعل بل التناول الموضوعي الهادئ، و أن يتم إعطاء المفردات اللغوية اللازمة والمناسبة للتعبير عن الموضوع بوضوح كامل وبأقل عدد من الكلمات التي تستطيع أن تترجم الأحاسيس والحقائق المراد التعبير عنها وفق مبدأ الحياد .
و أبرز سعيد كوبريت ، أهمية الصحافة في تلك الرسالة التنويرية و التثقيفية التي تنمي وعي الإنسان بمجريات الأمور في عصره وتحافظ على فكره من التشتت والضياع والتحجر، ورسالة رفيعة من هذا الطراز لابد أن تكون لها من المواصفات و الخصائص ما يجعلها تحافظ على هذه الرفعة.

ويضيف الأستاذ كوبريت أن العصر الحالي يشهد تقدمًا ملحوظًا في تقنيات وإمكانات وسائل الإعلام سواء من حيث الفاعلية أو سهولة الاستخدام ومدى تأثيرها على المتلقي وفقًا لإمكانات كل وسيلة، ولهذا وإزاء هذا التطور التقني في إمكانات هذه الوسائل فإننا نتوقع منها دورًا حيويًا وملموسًا في مجال التوعية والتثقيف نظرًا لقدرتها في الوصول إلى فئاتٍ متعددةٍ ومختلفةٍ من المجتمع وقيادة برامج التوعية المنظمة من خلال بثها في وقت واحد ولملايين البشر مما يمكنها من ربط المجتمع صحيًا واجتماعيًا وثقافيًا مع بعضه البعض وتحقيق أهداف تحديد الأولويات الاجتماعية للعمل ودعم وتعزيز القيم والثوابت في المجتمع والتنسيق والتعاون مع المؤسسات ذات الأهداف المتماثلة .
و بخصوص ضمان حرية الإعلام أوضح رئيس بيت الصحافة، أن لحرية الصحافة دورا كبيرا ليس في الوصول إلى الحقيقة فحسب بل أنها تشعر الصحفي بالارتياح والطمأنينة ، وتكون بمثابة الغذاء بالقياس إلى أجسام البشر ، للوصول إلى مصادر المعلومات الموضوعية والعمل على بثها ونشرها و لاستثمار هذه الحرية على الصحفي ان يعتمد على الدقة والصدق وعدم تحريف عرض الحقائق: “إن الحصول على ثقة القارئ هو أساس الصحافة المتميزة والحق، وبذل كل جهد لضمان أن يكون المحتوى الإخباري للصحيفة دقيقا خاليا من أي تزييف وتغطية جميع الجوانب وتنشر بعدالة.
و يعتبر الحق في المعرفة من بين الحقوق الإنسانية و الأساسية للإنسان ويقصد به حق المواطن في معرفة ما يدور في التنظيمات الحكومية ويعتبر حرمان المواطن من هذا الحق حاجز أمام مصداقية الإعلام وصيرورة الديمقراطية ، كما أنه يدفعنا للتساؤل عن حرية الصحافة الحقيقية .
و أضاف سعيد كوبريت أن الموضوعية وعدم الانحياز من أهم مبادئ الصحافة، حيث تعتبر أفضل طريق للوصول إلى الحقيقة النهائية ، فالموضوعية هي نقيض الذاتية ، بمعنى أن يعبر عن الموضوع المراد إيصاله إلى الجمهور من دون تأثر مباشر بأمور الذات وقضاياها واهتماماتها ، ولا بالعواطف والتصورات ، فالصحافي الحق يتجرد من أهوائه الحزبية والفكرية ، الاجتماعية والسياسية حين يصوغ الخبر ، و أضاف الأستاذ سعيد كوبريت أن النزاهة والاستقلالية هما من بين المعايير الأخلاقية القوية المتعلقة بالسلوك الفردي، وعليه فان استقلالية المهنة ونزاهة العامل في جمع ونشر الأنباء و المعلومات و الآراء على الجمهور ، ينبغي مد نطاقها لا لتشمل الصحفيين المحترفين وحدهم ، وإنما لتشمل أيضا كل العاملين الآخرين المستخدمين في وسائل الإعلام الجماهيري مع التأكيد على ضرورة الامتناع عن التشهير و الاتهام الباطل و القذف و انتهاك الحياة الخاصة. ..
(تصوير : حمودة)