دخّان و أحـــلام

أزيد من عَشرة أطنان من مُخدر الشيرا، بقيمة مليار و 200 مليون سنتيم، التهمتها ألسن النيران الخميس الماضي، بمنطقة الحجريين، بضواحي مدينة طنجة، خلال “عنصرة كيف” تمت بإشراف لجنة مختلطة، وبحضور مسؤولين بالنيابة العامة، والأمن، والدرك، والسلطات المحلية، والجمارك، هذه “البضــــاعة” الثمينة، التي كان من الممكن أن تستغل في صناعة أدوية أو صناعة حبــال أو أحذية، لو استمعنا لى نُصح إلياس العماري وعملنا به، تمّت خلال مراقبات أمنية مختلفة بـميناء طنجة المتوسط ، من فاتح مارس و الـى غـايةِ الاسبــوع المــاضي، بعد أن رجع “الشيح سكانير” إلى صِبــاه وأصبـــحَ قادرًا على “تدبُـر أمرهِ والكشف عن “المستور” مما يراد به استغفاله والعبث بمقدراته في المراقبة و “التبحصيص”.

حدَث ذلك بعد أن ترَصدت قوات الأمن بالدار البيضاء، بـــارونين يشكّـلان عِصـابــــة للتهريب الدولي للمخدرات، ضبطا وهما ” يتنغمان” باستهلاك مخدرات قوية، نجح أحدهما في الإفلات ولكنّهُ “وقع” في الفــخ بعد أن تتبّعتهُ كـاميرات “مدربة” إلى شُقته الفاخرة بوسط المدينة، ليكتشف “الشيخ “غوغول” أن الزُغبي” كان مـوضـوع مذكرات وطنية ودولية ومتورطــًا في عمليات ضخمة لتهريب المخدرات ، وأن ذِكره قد وردَ في اعترافات أجنبي تمّ اعتقـالـه بمراكش.

عمليات البحث والتقصي مكّنَت من محاصرة شاحنة للنقل الدولي لحظات قبل صعودها إلى باخرة بميناء طنجة المتوسط وعلى متنها حوالي ستة أطنان ونصف الطن من المخدرات، لابد وأن الشيخ سكانير كان لحظتها في غفلة ممّا يجري حوله، فمرّت الشاحنة تحت أنفه وكادت أن … لوْلاَ يَقظة أصحاب الحـال الذين اعترضوها ليتبيّن لهُم أن بها ما بها و ليبدأ مُسلسل سُقوط بـارونــــات المخدرات في الشمال كما في الجنــوب….