بيت الصحافة بطنجة يحتضن ندوة وطنية حول الإعلام و أسئلة الإصلاح

ونالت الندوة، التي سيّر أطوارها الإعلامي و رئيس بيت الصحافة سعيد كوبريت، اهتماما كبيرا من قبل الفاعلين بالحقل الإعلامي الوطني، مشيرا إلى أن “اختيار تنظيم مائدة مستديرة لمناقشة أسئلة إصلاح الإعلام الوطني يعكس الرهان الكبير لمؤسسة بيت الصحافة على جعل البيت فضاء للحوار و تبادل الأفار و مصدر قوة اقتراحية فاعلة في تطوير الممارسة المهنية و لم شمل المهنيين” حيث شارك في أشغال المائدة الوطنية نُخبة من الأكاديميين و رجال الإعلام العاملين في حقول الصحافة المكتوبة، السمعية و البصرية، في طليعتهم وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة.

الوزير الخلفي تحدث عن إيجابيات مشروع قانون الصحفي المهني، معتبرا أن العقوبات التي التي تطول الصحفي و الناشر على حد سواء تجعل من قانون الصحافة قانونا جنائيا ثانيا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مستقبل القطاع الإعلامي يرتبط إلى حد كبير بالوضع الذي يحضى به الصحفي و المقاولة الصحفية، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية، الاجتماعية و المؤسساتية، يضيف الوزير.

من جانبه، أشادَ عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بالمكاسب التي حققها الاعلام الوطني لاسيما ما تعلق بقانون الصحفي المهني و المجلس الوطني للصحافة، لكن البقالي أشار إلى ما اعتبره نقائص تجب معالجتها لاسيما إمكانية محاكمة الصحفي و الناشر استنادا على قوانين ثلاثة و ليس اعتمادا على قانون واحد، قبل أن يضيف قائلا إن بعض الإذاعات الخاصة تمارس نوعا من “الإباحية” لكن دون تسميتها.

فاطمة البارودي،الاسم البارز في القناة الأولى، عبرت عن حاجة البلاد إلى تلفيزيونات جهوية تواكب المشروع الذي انخرط فيه المغرب حديثا و المرتبط بإرساء جهوية متقدمة، وهو ما أكده كل منفؤاد العماري مدير الأخبار بالقناة الإذاعية الخاصة كاب راديو ،و عثمان النجاري، مدير الأخبار بقناة ميدي 1 تيفي،الذي دعا إلى ضرورة تبني إعلام يسعى نحو تحقيق القرب و ممارسة التجديد المستمر.

محمد ماماد، مدير قناة الأمازيغية، ذكَّرَ بتجربة القناة الثانية التي انطلقت أواخر الثمانينات مشيدا بهذه التجربة الإعلامية السابقة لأوانها، و دعا إلى تدبير مؤسسي للإعلام و فتح باب الاستثمارات الوطنية و الأجنبية في مجال الإعلام.

و في جانب آخر طالب “عبد الصمد بن الشريف” ، مدير قَنــاة المغربيـّة، في مُداخلتهِ و بجُـرْأة أثــارت إعجــــاب الحاضرين ، طالـبَ بتـــوضيح طبيعة العلاقة بين الدّولة و الإعلام العمومي، مُتسائلاً هل يتعلق الأمر بعلاقة وِصــاية و رَقـــابة أم بشيء آخر على حد تعبيره، كما دَعــَا المتدخل أيضــًا، بلغة دقيقة، إلى ضــــرورة التمييز بين الإعلام العمومي و الإعلام الرسمي، منتقدا امتناع أعضاء في الحكومة تقديم تصريحـــات إعلامية للرد على مَزاعِـم الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصحراء المغربية، قبل أن يختم تدخله بالدعوة إلى إحداث المغرب قطيعة مع الماضي في موضوع الإعلام حتى يكون في مستوى التغييرات التي شهدها البلد في مجالات البنى التحتية و التطور الاقتصادي، فالمغرب، يضيف بن الشريف، لم يحقق في موضوع الإعلام حالة الاستثناء المستقر التي ميزته عن أشقائه في الشرق العربي.

يُشارُ إلى أنّـهُ في سياق الاحتفال بالذكرى الثانية لافتتاح بيت الصحافة، يحتضن الأخير،بتعاون مع وزارة الاتصال، “معرضا للصور التاريخية النادرة تحت عنوان : قرنان الصحافة المكتوبة بالمغرب نموذج الجرائد الصادرة بطنجة منذ بدايات القرن 19.”…