أمانديس تُدخِل مجلس مدينة طنجة إلى بيت الطاعة!..
جريدة طنجة – محمد العمراني ( أمانديس )
الثلاثاء 05 أبريل 2016 – 12:58:48
فمثلما كان متوقعا صادق مجلس مدينة طنجة بإجماع أعضائه الحاضرين على نتائج مراجعة عقدها للفترة الممتدة بين 2002 و2012، مانحا بذلك شهادة حسن السير والسلوك لهاته الشركة، المفوض لها تدبير قطاع توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل.
وبهذا التصويت صارت الطريق معبدة أمام أمانديس لمواصلة مراكمة أرباحها الخيالية على حساب جيوب المواطنين حتى نهاية فترة عقدها الذي يمتد إلى متم 2027.
المضحك المبكي في الموضوع أن جميع التدخلات بدون استثناء، أغلبية ومعارضة، والتي استغرقت أزيد من خمس ساعات، قالت في أمانديس ما لم يقله مالك في الخمر..
جميعها تنافست على فضح اختلالاتها، مستنجدة بتقارير المجلس الجهوي للحسابات، وتفننت في فضح أساليب نهبها لجيوب المواطنين، مثلما ساءلت رئيسة اللجنة الدائمة للمراقبة، ودورها في مراقبة هاته الشركة، وحملتها مسؤولية عدم إجبار أمانديس على التقيد بالتزاماتها، ووضع حد لانحرافاتها…
من استمع لمداخلات ممثلي ساكنة طنجة، خُيل له أن قرارا غير مسبوق سيتم اتخاذه لتأديب أمانديس، وإجبارها على رد ما نهبته من دون وجه حق، بل لم يخامره أدنى شك في كون مجلس مدينة طنجة يعد العدة لمقاضاة أمانديس بسبب ما ارتكبته من جرائم في حق زبنائها، مواطنين كانوا أو مستثمرين…
لكن عندما حان وقت التصويت، اصطف ممثلو ساكنة طنجة لنصرة فسطاط أمانديس، بل لم يترددوا في رفع الايادي معترفين بهزيمتهم أمام هذا الوحش الكاسر، وكأن لسان حالهم يقول “الماتش ملعوب”، و “لبكا مورا الميت خسارة”..
حتى أن عمدة المدينة، وفي موقف يحمل أكثر من دلالة، اعتبر أن رده على تدخلات المستشارين غير ضرورية، شأنها شأن ردود كل من رئيسة لجنة الدائمة للمراقبة، ونائبة الأول، محمد أمحجور، المكلف بملف المراجعة، مكتفيا بالتأكيد على أن الرسائل التي تضمنتها تدخلات المستشارين قد تم التقاطها…
مجلس مدينة طنجة، بأغلبيته المشكلة من العدالة والتنمية والاتحادالدستوري، ومعارضته الموزعة بين البام والأحرار، عجز عن محاسبة أمانديس، مكتفيا بالرهان على سياسة “سوف”…
سوف يتم إصلاح العديد من الاختلالات التي كانت في السابق، سوف يتم ضبط العلاقة بين الشركة و الزبناء، سوف يتم إحداث لجنة للتحكيم والوساطة، سوف لن تتم الزيادة في استهلاك الكهرباء والماء الصالح للشرب، وسوف و سوف…
بشرى لساكنة طنجة بهذا الإنجاز الذي حققه لها ممثلوها الذين تم انتخابهم يوم 4 شتنبر المنصرم…
أمانديس أثبتت لمن لازال في حاجة إلى دليل أنها خبيرة في لجم أصوات المنتخبين كلما كان ذلك يخدم مصالحها، لا يهمها أن تكون معارضا، أو تصير بعدها متحكما في دواليب التسيير، ما يهمها فعلا هو الموقف النهائي، وما إذا كان يتماشى ومخططاتها بالمدينة…
وبإقرار الخلاصات التي انتهى إليها مجلس المدينة أمس الثلاثاء، يكون قد تبين الخيط الأبيض من الأسود…
ما وقع يوم الثلاثاء المنصرم كان إعلانا رسميا عن دخول مجلس مدينة طنجة إلى بيت طاعة أمانديس بعد فترة تمرد لم تستمر سوى أسابيع معدودة!….