أضواء على أحياء طنجة القديمة (6)

بالإضافة إلى ذلك ( شارع اسبانيا أول مظاهر التنمية بظهور مؤسسات تجارية مثل مكاتب التصدير و الاستيراد، بنوك وكالات أسفار على سبيل المثال وكالات Joëlle La Laurie تأسست سنة 1904 مازالت موجودة إلى حد تاريخه. ومؤسسات تجارية أخرى رفيعة المستوى ففي سنة 1920 سيتم إنشاء شركة نقل المغرب CTM توجد مكاتبها بجوار بناية رنشهاوسن وبشارع اسبانيا تنطلق الحافلات المتوجهة إلى جميع أنحاء الإمبراطورية الشريفة بعدما كانت الوسلية الوحيدة للتنقل هي الحمير وقبل أشغال بناء ميناء طنجة كان البحر يغطي شارع اسبانيا بالكامل وفي سنة 1925 شركة في أشغال البناء بهذه اللحظة بدأ البحر يتراجع وفي المساحة الفارغة تم وضع مقاعد صخرية للجلوس فوقها على بعد أمتار من البحر .

هذا الفَضاءُ الجديد و الحديث كان يعرف تنظيم حفلات لها طـابــع شعبي تقيمها السلطات المحلية و بالمغادرة من بعض الشخصيات الاسبانية و اليهود حيث حضور الأسبان بأعداد غفيرة ومساهمتهم في إنتاج هذه التظاهرات الترفيهية و الاجتماعية كانت باهرة خصوصا كرنفال الذي كان ينتج مشاهد شيقة بألبسة تنكرية تعبر عن أعراق وتقاليد كانت سائدة في ذلك الزمن ،فضلا عن التعدد الثقافي و اللغوي الذي كانت تعرفه مدينة طنجة في فجر القرن العشرين حيث هذه الحفلات كانت في أغلبها تنظم ببولفار الشاطئ boulevard front de mer .

عالم الفن و السينما هو الأخر كان حاضرا حيث العروض السينمائية كانت تقدم ببيت صغير من خشب يسمى « THE TRVOLI THEETRE » تعرض فيه أفلام صامتة شارلي شابلن ومسرحيات تشخص لكبار المسرح العلمي و أحيانا بسبب الإقبال الكبير للجمهور على هذه القاعة الصغيرة كان الحضور يتجاوز عدد المقاعد .قاعة THE TRVOLI THEETRE تمَّ تدشينها سنة 1913 وفي أكتوبر سنة 1917 ستتعرض للحريق في الوقت الذي كان التذكير في تحديثها و اختيار اسم جديد لها « LA BOMBANERA »وسيحل محل سرفانطيس كمؤسسة ثقافية محتكرة لكل الأنشطة المسرحية و السينمائية و الفنية..