أضواء على أحياء طنجة القديمة (5)
جريدة طنجة – محمد العربي بن رحمون ( كتاب : نظرات طنجة إلى الماضي.لمؤلفه الصايغ )
الثلاثاء 12 أبريل 2016 – 11:53:52
و في ذاك الزمن القديم لم يكُن أحد يرى و لو دارًا واحدة أو حتّى بيت من خشب من شـأنــهِ أن يلغي وحشة المشهد أو طبيعته المهجــــورة و على سطح تلك التلال بمُحـــاداة ممر مليء بالحجارة سيقطنه رجل اسباني اسمه JUAN MERADO الذي كانت لهُ الشّجـاعة سنة 1890 بنــاء سلسلة من خمس بيــــوت تحتَ سقف واحد ، لكن الواحد مستقل عن الأخر ببـــاب خاص به و باب رئيسي يحمل العنوان الآتي : 1890 J.M .
هذه البيوتات كانت أولى المساكن التي ستعرفها هذه المنطقة المهجورة ،و بعد مرور أعـوام و تقريبا في غضون سنة 1897 و غير بعيد عن ســــور البرتغـــالييــن ظهرَ كـوخيــــن BARAQUES بقــــرميد أحمـــر و أخضر سيُصبحــان أولى محطـــات الاستحمــــام BALNEAIRES داخل شـاطــئ صغير ، المحطــة الأولـــى ” PEPA LA SEVILLANA ” و الثــانية KATTY LA GIBRALTARENIA محطتين تتحمل مسؤولية تسييرهما حصريا نساء ، و يحظر على الرجال ولوجهما ،تلك كانت أولى حركات الاستحمام بالبحر ، لكن بأي ثمن . إنها تعبيرات أولى عن وجود الحياة في هذا المكان الذي سيطلق عليه اسم “شارع اسبانيا ” .
في بداية القرن العشرين بدأ يظهر على السطح مؤسسات سياحية مكونة من بنايتين فوقهما عريش PERGOLA يستعمل كسطح و شرفة بارزة لأول فندق أطلق عليه في البداية اسم فندق ” نيويورك” و تحول الى اسم “سيسيل CECIL ” فندق من الدرجة الأولى تحت إدارة بريطانية ، بناه رجل معروف آنذاك يسمى Eugenio Chappory ، هذا الفندق كان قريب من البحر بأمتار قليلة و أيام الرياح العاتية “الشرقي” كانت أمطار البحر تصل إلى نــوافذه و كان السياح يصلون إليه في شكل مجموعات على ظهور الحمير و هم يشعرون بأريحية تامة .

و ستظهر بنايات جديدة على هذا الشارع تطابق عصرها بشرفات واسعة مغطاة بزجاج ، لها سطوح و سقف من قرميد لا يتجاوز علوها طابقين ، إنها إقامات خاصة باسبان و فرنسيين اختاروا هذه الأماكن المنعشة لأنها قريبة من البحر ، لكن سنة 1909 ستؤرخ لمرحلة لما أصبح يطلق عليه “بولفار شاطئ البحر Boulevard de front de mer ” و من هنا ستعرف هذه المساحة تحولات بطيئة و بتدريج حتى بلوغ قمة جمالها سنة 1950 إنها بناية رنشهاوسن التي بناها رجل ألماني بماله الخاص يسمى أدولف رنشهاوسن …
















