أضواء على أحياء طنجة القديمة (4)
جريدة طنجة – محمد العربي بن رحمون ( كتاب : نظرات طنجة إلى الماضي.لمؤلفه الصايغ )
الأربعاء 06 أبريل 2016 – 12:18:18
هذه التعابير توثقها الذاكرة الطنجية انطلاقا من أحيائها وأزقتها وساحاتها وعلى الخصوص فضاء السوق الداخل « PETIT SOCCO » الذي يوجد في قلب المدينة النابض بالحياة بهزاتها وارتداداتها وحرارتها الإنسانية. هذا الفضاء يشكل بدون منازع النواة الحية لمدينة طنجة، فهو مركز تجاري بامتياز ومكان يستقطب حضور كثيف، وتنظم داخله أنشطة وتلتقي فيه جماعات على رصيف المقاهي وداخل النوادي، إنه المكان المفضل لكل الطنجاويين، فضلا عن المقيمين الأجانب، فالحياة هناك تنبض بالحركة وتتمر فوائد كثيرة.
خارج أسوار المدينة وعلى بعد مائة متر يوجد سوق تقليدي بألوانه الزاهية ويمتد على مساحة كبيرة، إنه السوق البراني « GRAND SOCCO » هذا السوق يمتاز بخاصية فريدة تتجلى في مظاهر الحياة التقليدية للبلد ممثلة في تجمعات المداشر المجاورة (الفحص)، نجد من بينهم بائعي الورود المتنوعة، محلات الخضر الطرية وفواكه الفصول الأربعة، بالإضافة إلى بائعي الدواجن والخبز التقليدي، ومما يزيده حيوية ونشاط حضور الحكواتيين ومروضي الأفاعي وبهلوانيين ودجالين مستهلكين ومَرْبَضْ للحمير إلخ……
هذا الخليط المكون لهذا السوق يتميز بساكنة متنوعة منها البدوي والقروي والمديني والأجنبي.
أما اليوم وقد تغير كل شيء حيث لم يبق لهذه الحياة القديمة وجودا ونحن نتجول بالمدينة العتيقة ونحاول إعادة بناء هذا الماضي نتخيل بصعوبة انه داخل هذه الأحياء والأزقة والمتاهات وممرات بدون رصيف كان يوجد عالم غير متجانس وأحياء يقطنها نوعية خاصة من البشر، تختلف بعضها عن بعض في المجالات الفنية والثقافية والسياسية والأدبية.