أضـواء على أحـيـاء طنجـة القديمـة (7)
جريدة طنجة – محمد العربي بن رحمون ( كتاب : نظرات طنجة إلى الماضي.لمؤلفه الصايغ )
الأربعاء 27 أبريل 2016 – 17:11:33
•كيف يمكن النظر إلى المجتمع الطنجي، بعدما تعرض من تحولات في أنماط تنظيم وأساليب تسييره ونماذج تدبيره في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والمجال، حيث صار هذا المجتمع مجال ثقافة المشاركة والحداثة بامتيـاز.
المكان المناسب لهذه التظاهرات، كان شاطئ البحر المحادي لشارع إسبانيا، تم اختياره لشساعته وقربه من المدينة، ميدان السباق كان يمتد انطلاقا من ساحة بالقرب من مبنى رنشهاوسن إلى ضواحي فيلا هاريس. وكانت المنصة تمتاز برؤية شاملة على البحر panoramique وفوقها عريش Pergola تابع لفندق سيسيل.
ويلاحظ أن اختيار المنظمين لهذه الأنشطة، كان يتم في أوساط الإسبان واليهود لمعرفتهم بالتنوع السكاني والحضري ولقربهم من باقي أحياء المدينة، وكانت هذه التظاهرات في غالب الأحيان تفضي إلى نجاحات باهـرة.

سنوات بعد ذلك وبالضبط سنة 1936، سيزدان شارع إسبانيا بإنجاز جديد له قيمة مضافة بالنسبة للمدينة:
-1- إنه المحطة الجديدة للقطار، حيث تم الشروع في بنائها أمام مبنى رنشهاوسن، بعدما تم وضع حجرها الأساسي على سفح تل الشرف سنة 1925.
-2- حدث نوعي جديد تم صنعه من طرف الطنجاويين في ذلك الزمان، يتمثل في القطار الآتي من مدينة فاس بقاطرته البخارية، حيث كان يستقبل بالهتاف والتصفيق من طرف جموع غفيرة من الناس، تأتي لحضور ومشاهدة هذا الحدث السعيد.
جميع هذه الإنجازات المحدثة بشارع إسبانيـا كانت من أداء José Ochora Benjumes خريج مدرسة الطرق والقناطر ورئيس مصلحة الأشغال العمومية بالبلدية التابعة للإدارة الدولية لمدينة طنجة،واستطاع هذا الرجل بروعة وجلال، أن يضع تصور يرسم معالم هذا الشارع الجميل المزين بالنخيل وحدائقه المربعة المحفوفة بمقاعد صخرية وأخرى خشبية تضفى على المكان قيمة عالية وذوق رفيع، مما جعله ينال الإعجاب والمدح والثناء من طرف السكان، وكذا الأجانب المقيمين بمدينة طنجة.
يتـبـع