عين على ” ألزا” !
جريدة طنجة – س.أنكوري ( “حافلة Alsa”)
الثلاثاء 15 مارس 2016 – 12:38:49
لُوحظَ، مُـؤخرًا، أنّ شركة “ألـزا” الإسبانية مُتعدّدة الجنسيات، التي تتَـولـى تدبير مَرفـــق النقل الحضري بطنجة، و التي شَرعَــت في تقديم خَدمـاتهـا بشكل رسمي منذ فاتح يونيو 2014، وفق العقد الذي يجمعها بالجَمـاعة الحضرية لطنجة، والـذي بمـُوجبهِ تعهَدت الشركة بجلـبِ أسطول من الحـافـلات، المزودة بتقنيـات حديثة و مُتطورة ترمي إلى توفير – أجوَد الخدَمــات – لساكنة المدينة من مستعملي خُطوط النقل الحضري، لوحظ أنّها لم تستطع الحفـاظ على نفس الإيقاع الذي انطلقت به خَدماتها، منذ ما يُقارب عامين فقط، حيث بدأت بوادر الفشل الجزئي تظهر تدريجيـًا على سيـرورة الخدمة المقدمة من لدنها، و بدأت أصوات زبنـائها تتعالى بشكاوى تتعلق في مُجملها بالاكتظـاظ البـالـغ، الذي يُعـانـي منه مستقلـو هذه الحافلات بشكل يومي و خاصة مستعملي الخطوط الطويلة جدًا، والتي سُخّرت لها حافلات، ذات حجم صغيـر، لا تتوافق البتّة مع الكم الهائل للركاب الذين يتزاحمون بشكل فوضوي، ويتدافعون عشوائيا داخل هذه الحافلات الصغيرة، و كأنهم داخل عُلب السردين،دون أدنى مراعاة لشروط السلامة الصحية و معايير السلامة الطرقية، التي يتوجب على الشركة المعنية إعادة النظر فيها، علما بأن الركاب، إضافة إلى الفئات الشابة، يتواجد بينهم في غالب الأحيان، إن لم نَقُل دائمًا، أطفال و شيوخ و نساء حوامل، ناهيكَ عن ذوي الاحتياجات الخاصة! أضِف إلى ذلك التأخُر المُبـالـــغ فيه، في مواقيت حضور الحافلات إلى محطات الانتظار و الذي يتجاوز في بعض الأحيان ساعة من الزمن.
ممّا يدفع بــالعديد من المواطنين بعد اليأس من ترقب مجيئها، إلى اللجوء إلى استعمال وسائل النقل السري الغير القانونية، التي انتشرت في طنجة بحدة هذه الأيام، نتيجة العجز الملحوظ في توفير خدمة نقل حضري شاملة و متكاملة، الذي تعاني منه الشركة المفوض لها بذلك،ما يجعل العديد من العارفين بفحوى بنود الاتفاقية التي تربط الجماعة الحضرية للمدينة بالشركة الإسبانية، يتساءلون عن مصير 150 حافلة،التي استقدمتها عند شروعها في تقديم هذه الخدمة، و يودّون معرفة ما إذا كانت الشركة تستخدم مجموع هذا الأسطول كليا أم جزئيا؟ هذا من جهة. و من جهة أخرى، يُطرح السُـؤال أيضـًا حول ما مدى التزام الشركة إلى غـاية الآن ببعض النقـاط التي تضمنها العقد ؟ كالعمل على التخفيض في التسعيرة المخصصة للطلبة، و هو ما لم يحدث إلى الآن، بل على العكس، شهد ارتفاعا مقارنة بما كان عليه على عهد سابقتها، الشيء الذي يرفع من احتمال أن تسقط الشركة الحالية خلال الأعومة القليلة القادمة، في نفس دوامة العجز و سوء التدبيروالتسيير اللذين كانا السبب المباشر في إنهاء خدمة مواطنتها السالفة “أوطاسا “..