عودة الفنان محسن جمال عبر الساحة الإعلامية بعد رحلة مرض قاسية..!
جريدة طنجة – م.إ ( الفنان محسن جمال )
الأربعاء 23 مارس 2016 – 11:38:32
فإذا كان، هناك، فنان يمكن أن تفخر به مدينة طنجة، فهومحسن بنشقرون، المعروف ب:” محسن جمال” وهو الإسم الذي اشتهر به ، أواخرالسبعينات، من القرن الماضي. الفنان رأى النورـ ذات يوم ـ في بيت من بيوت “عروس الشمال”.وفي سن مبكرة، انجذب إلى عالم الألحان،وسحر الكلمات وما يتبعها من إلهام، خاصة وأن هذا الفنان ينتسب إلى عائلة، لها باع طويل في الموسيقى، ذلك أن خاله هوالأستاذ والفنان الراحل محمد التمسماني، الذي شغل ـ سابقا ـ منصب مديرللمعهد الموسيقي بطنجة، حيث كان من رواد الآلة والطرب الأندلسي، وأبرزالعازفين على آلة ” البيانو”، ليس فقط على المستوى المحلي، بل إن صيته طبق الدنيا والآفاق.طبعا، وإلى جوار هذا “الهرم” الراحل، كان الفتى “محسن” يتلمس خطواته الأولى في مسارفنه، فيحضرمعه في العديد من المحطات والمناسبات.
بعدها ـ بسنوات ـ كان لابد له أن يغادرطنجة، بحثا عن إثبات وجوده الفني أكثر، حيث اختار محور الرباط والبيضاء، وذلك للاشتغال والاقتراب من كبار الأساتذة والملحنين، غيرأنه لم يكن محظوظا، إذ رغم هوسه بفنه، وحرصه على اختيار أجود المضامين والنصوص وأجمل الكلمات والألحان، فإنه لم يصل إلى المرتبة التي يستحقها والتي كان يتوخاها هو بنفسه.والأجمل فيه، أنه لم يهرول، يوما، وراء الكسب المادي، فهو ينحدر من أسرة ثرية، ولأن الفن كان يجري في عروقه، فقد ضحى من أجله، وذلك على حساب وقته وطاقته وإنفاقه الكثير، وحتى على حساب علاقته التي توترت مع والده، بسبب اختياره مسار الفن، على الرغم من أن والده المرحوم، كان منفتحا ومثقفا، حيث كان تابع دراسته بمصر.
جريدة طنجة، وهي تُكَــرّم الفنــّان محسن جمال في عددها هذا، لاتسعى إلى تلميـع صـورتهِ، بشكل مبالغ فيه، أو إلى تخصيص حيّـز له، مضمـونه من فـــراغ، بل لأن هذا الفنان، قاسى وتعذب كثيرا، من أجل فنه الذي انصهر فيه، حيث استطاع ـ رغم الصعاب والظروف التي واجهها ـ أن يجد لأغنياته موطئ قدم، ضمن أشهر الأغاني المغربية. ولذلك، يستحق أن تفخر به مدينة طنجة، وأن يسال المداد، اعترافا به ـ كذلك ـ على صفحات جريدتها، جريدة طنجة..