لكلّ كيفُه وحشيشه…وحُجّته !
جريدة طنجة – ع.كنوني (نداء الكيف ومنع الشيشة بطنجة هل هي دعاية انتخابية ؟ )
الأربعاء 30 مارس 2016 – 11:46:51
قلت أقحمنا، نحن في طنجة، مرّتين. المرّة الأولى حين انطلق في مشروعه من طنجة، ليحقق به خدمة جليلة للمنتفعين بالكيف من بلاد المريكان إلى جبال الريف، مرورا بهولندا وبلجيقا والأورغواي والبرتغال وإسبانيا وبلاد أخرى، من تلك التي لم تعد ترى من فائدة في استمرار حربها على الكيف، بعد أن آمنت بما للعشبة من منافع صحية واقتصادية و”تنموية”….مستدامة، بطبيعة الحال، فوضعت السلاح، وأذنت لـ “المتنغمين” بدخول جنان الكيف بأحلامها وهلوساتها وأخيلتها….
المرة الثانية حينما أكل الثوم بفمنا بأن “استوطن” نداء الكيف في طنجة والحال أن الريف أحق بالتأشير على ذاك النداء البهي، منا، لأننا في طنجة لا نزرع كيفا ولا نحصد “شيرا”، ولا “نقطر” ماريخوانا….ولم تكن طنجة قط عاصمة للكيف ولا نقطة تقاطع طرقه ..إلى أن باغثتنا قوافله العابرة للقارات …..
ندوة الكيف كانت صريحة في المطالبة بعزل الكيف عن المخدرات ،ورفع طابع التجريم عن زراعته واستهلاكه، والدعوة إلى توجيه مدفعية الدولة نحو بارونات تطويره وتدويره وترويجه…وإسقاط كل المتابعات ضد “الغلبة” من مزارعي الكيف في الريف تهديدا و ملاحقات….
إلا أن بعض أصحاب النيات السيئة، سارعوا إلى التّلـويــح بأن في الأمر “إن” وأن هذه الإن، ورقة رابحة من وريقات الانتخابات، لا بل 50 ألف ورقة مضمونة الوصول إلى قاع صناديق الانتخاب تضمن للبام سبقا لن يقو غريمه “الأزلي” على ملاحقته فيه….
إلا أن “البيجيدي” “عاق” باللّعبة، وهو الخبير بـ “مكر” العماري ودغله، فسارع إلى البحث عن مشروع “منافس” يحقق به نفس النتائج ولو أنه سار في اتجاه معاكس لمشروع “البام”…
وفي سرّية تامّة، تقدم فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب بمقترح قانون يقضي بمنع الشيشة ،استهلاكا وترويجا حيث شهدت السنوات الأخيرة نموا متصاعدا لاستعمال الشيشة بالمقاهي العمومية والملاهي الليلية وفي فضاءات خصوصية يقصدها الشباب ذكورا وإناثا، ومنهم تلاميذ في سن المراهقة، تشكل الشيشة بالنسبة إليهم “تدريبا” على تعاطي المخدرات، مستقبلا.
مشروع البيجيدي جاءَ مستكملا لشُروط مقترح قـانـــون يعرض على البرلمان، بأن قدم تعريفا عمليا للشيشة، بكونها “خلطة ممزوجة بالتبغ أو مشتقاته أو بمواد مضرة بالصحة كالنيكوتين والزفت والمواد السامة كالزرنيخ والكروم والرصاص ومعدة للتدخين إما بتمرير دخان الخلطة المشتعلة بالماء قبل استنشاقه أو بأية وسيلة تؤدي إلى نفس النتيجة.
وعلى عكس البام، الذي طالب برفع العُقـوبـــات الزجرية عن زراعة واستهلاك الكيف، طالب البيجيدي بمعاقبة الاتجار في الشيشة أو حتى عرضها للبيع أو للاقتناء بعوض أو بدون عوض، بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من 20 ألفا إلى 50 ألفا درهم مع الإغلاق الفوري للمحل المعني لفترة محددة، وفي حال العود، الإغلاق النهائي.
وتكون هذه العقوبات مشدّدة في حال ما إذا تأكّد أنّه أضيفَ إليها مخدر أو مادة يحظرها القانون…
قد بقول المرأ ، هذه ليست سياسة انتخابية إطلاقــًا. ولكن الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، يفهمون أن هذا المقترح، سواء “وصلته النوبة” ليبرمج مع ما يزيد عن 180 مقترح قانون مجمد إلى الآن داخل رفوف مجاس النواب الحازم، أم لم تصله، يأتي بردا وسلاما على قلوب الآلاف من أولياء التلاميذ والطلبة والشباب بوجه عام، الذين أصبحوا من المدمنين على الشيشة، ومحلات الشيشة و “ملاهي” الشيشة وهو ما يعني أن الأسر الثائرة على الشيشة، ستسارع، حتما، إلى مناصرة المطالبين بتشديد الخناق على أصحاب محلات الشيشة.
وترون أن الأساليب قد تختلف، أو قد “تتعاكس” وتتضارب، ولكن الغاية واحدة، الحصول على أكبر عدد من الأصوات يوم 7 أكتوبر المقبل.