تفاصيل تستحق النشر… ورسالة تهم الرأي العام .
جريدة طنجة – م.إمغران ( قصة مظلوم في ولاية أمن طنجة )
الثلاثاء 22 مارس 2016 – 18:14:36
وعند وُصـولهِ ودخوله إلى هذه البناية، طلب ـ بكل أدب ـ من شرطي أن يستمع إلى شكايته وإنجاز محضر له، غير أن الشرطي، ودون سبب مُقنع، نظر إليه نظرة ، لاتخلو من انتقـــاص لشأنه، قبل أن يتلفظ في وجهه بألفاظ، خــادشة للحياء، وحاطة من الكرامة، مُجبرا إيــّاه على الانصــــراف.
وفعلا، غادرَ المواطن بناية الدائرة الأمنية الخامسة، مكسور الخاطر، مهزوم النفس. وبينما هو في طريقه يمشي في ذهول وحيرة من أمره، تساءل في نفسه :” ماذا فعلت حتى أتَلَقَى مثل هذه المعاملة السيئة ؟ هل اشتبه في أمري ؟ وهل هذا الشرطي الوَقــــح درس وتكون ـ فعلا ـ قبل تخرجه وتحمله المسؤولية ؟ ” كان الإحساس ب :”الحكرة “صعبا على هذا المواطن الذي لم يهضم ما تعرض له، من معاملة سيئة، دون مبــــرر أو سبب موضوعي، قد يضع حدا لتساؤلاته التي كانت أشبه بأمور “الوسوسة”، مما أثرعلى معنوياته، بشكل كبير، الأمر الذي دفعه إلى القيام برد فعل، يرد به الاعتبار لكرامته التي أهينت، ظُلمـــًا. فماذا عساه أن يفعل.؟ فَكّر طَـويـلاً في البداية، قبل أن يهتدي إلى فكرة اللقاء بــــوالي أمن جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة.
ولتنفيذ هذه الفكرة، عَمَدَ إلى ارتداء فاخر الثياب وحمل محفظة معه، ثم قصد “الدار الكبيرة”.وما أن وصل إلى بناية ولاية أمن طنجة، حتى تخطى جميع طـــوابقها، دون أن يحصره أحد، إلا عندما اقترب من مكتب والي الأمن، هنا أوقفه شرطي، مُستفسرا إياه عن غرض زيارته، فأجابه بكونه يحمل رسالة خاصة إلى السيد الوالي.
وما هي إلا لحظات، حتى استقبله هذا الأخير، بكل ترحيب وإنصات وتفهم. و بتـأثر بـالـــغ، واستشعار بالأمن والأمان، راح المعني بالأمر يحكي عن قصة “الحكـــرة” التي مورست عليه، من غير سبب، من طرف ذلك الشرطي.وأثناء حكيه على مسامع المسؤول الكبير ، دون زيادة أو نقصان، أحس ـ لحظتها ـ بأن ثقلا صلبا من الألم شرع يتهاوى من على صدره الجريح، ويتفتت بأرضية مكتب السيد الوالي! فأعطى هذا الأخير تعليماته، كي يحضر الشرطي المشتكى به إلى مكتبه. وفعلا، حضر وتمت المواجهة بينه وبين المشتكي، ونظَرًا لخبـــرة السيد الوالي وأسلوبه الخاص في التعامل مع أعـوانــــه، تمكن من جعل الشرطي المخالف، يعترف باستعماله العنف اللفظي والمعنوي، ظُلما و عُدْوانـــًا، في حق الضحية، قبل أن يتدخل هذا الأخير ،مفصحا عن عدم رغبته في تحريك المتابعة القضائية، مادام الشرطي اعترف بما ارتكبه من خطأ في حقه، غير أن السيد الوالي، ونظرا لأنه خبر هذه المهنة، وما يمكن أن يصدر عنها من انتقام، حسب مــــزاج وطبيعة بعض العناصر المنتمية إليها، أرغم الشرطي على وضع اعتذار كتـابـــي، لفائدة الحفظ والتوثيق(الزمان هذا ! ) يحكي من خلاله عن واقعة قمعه وإذلاله لضحيته.
وأضاف مصدرنا، أن تدخل السيد الوالي، شخصيا، في هذه النازلة، جعل المواطن المعني بالأمر يُغــادرُ مَقَر ولاية أمن طنجة، فَـرِحــًا ومنتشيا ب:”نصر”، لايقدر قيمته إلا كل مظلوم أومقهور يُنصف، بعد تعرضه لأساليب الإهانة و “الحكرة “. أكثرمن هذا، ودون أن يتمالك نفسه سَعـــادة، رفع هذا المواطن أكف الضراعة إلى العلي القدير، داعيا بعظيم الخير للسيد الوالي الذي يُكـوّن بمـَوقفهِ هذا قد عبّرَ عن رسالة، مَفـادهـا أن بعض الأمنيين بقدرمـا يزيغــــون عن قيامهم بواجبهم المهني، بقدرما يـــوجد من يعيدهم إلى سِكّة الصــواب !
وأوضح مصدرنا أن إثارة هذا الموضوع، ليس الغرض منه “التشفي” ضدا على رجل الأمن الذي لا يهمنا ـ هنا ـ لا اسمه ولا قصة حياته. ولكن الغرض من ذلك، هو الدفاع عن مهنة الأمن، هذه المهنة الصعبة والنبيلة التي يبقى دورها جد مهم، وبمثابة صمام الأمان، لفائدة الحياة اليومية للمواطنين، ولاتقبل هذه المهنة ـ بتاتا ـ أن ينضم إليها من هو على شاكلة الشرطي المشتكى به، العامل بالدائرة الأمنية الخامسة، أوغيره من العناصرالأمنية، المماثلة له، التي قد تتوزع على باقي الدوائر الموجودة بالمدينة وبربوع الوطن، حيث تسيئ إلى المهنة وشرفائها الكثرالذين قد يشهد لهم بتفانيهم كل من عرفهم عن ـ كثب ـ ورأى فيهم مضرب المثل.