في اليوم العالمي للمطالبة بحقوق المرأة هراوات الأمن “تُكرم” وفادةَ أستاذات الغد
جريدة طنجة – ع.كنوني (أساتذة الغد)
الثلاثاء 15 مارس 2016 – 11:42:36
لم يَشْفَع لَهُنّ انشغـال العالم باليوم العالمي للدّفــاع عن حُقـوقِ المرأة، اللائي أبَيْنَ إلاّ أن يحتفين به على طريقتهن، طريقة النضال من أجل لقمة عيش كريم، وكل التضحيات التي تحملنها وزملائؤن في الله والوطن ومعاهد التكوين في علوم التربية والتعليم، و”الهراوات” التي “تكرم” بها عليهن رجال الأمن المغربي، من طنجة إلى حدود الشمس، هاهن يجدن أنفسهن (وأنفسهم) محاطين بنفس “العناية” و ‘الرعاية” التي تعود للمعلم الذي “كاد أن يكون رسولا” في المجتمعات المتعلمة، الراقية، العارفة بقدر العلم المعلم والمعلمة في تربية أجيال الغد، وهن في وقفة لا يمكن أن تكون إلاّ سلمية، لأنّهُن رفعت “شعارات” على لوحات من ُورق، يندّدن بالعنف الممارس ضد الأستاذات ويطالبن بإلغاء المرسومين وهما أصل البلاء، ويذكرن “الغافلين” بحديث الرّسُـــول الأكرم ﷺ “ما أكرمهن إلاّ كريم ، وما أهانهن إلاّ لئيم”، ويبدو أن رجال القوات العمومية ومن هم وراءهم اختـــاروا الموقع الذي يناسبهم، حين تدخلوا بالعُنف المشهور عنهم، لفض الوقفة الاحتجاجية للأستاذات والأساتذة المتدربين، في ساحة فارو ، وقبالة قنصلية فرنسا التي يحرسها ليلا ونهارا، “فيلق” من القوات العمومية.
لن نتحدث عن الاصابات في صُفوفهن وصفوفهم، فقد ألفنها وألفوها، منذ أن أقسمَ رئيس الحكومة المُحترم ألا تراجع عن المرسومين ولو اقتَضى الحال أن “يفعفع” الائتلاف، و”يعلق الميزان” !……
ولم يَخلُ جو الوَقفة الاحتجاجية من “مناوشات” بينهن وبين “هم”، ونعني العناصر الأمنية ، بخصوص “الحقوق” و “الكرامة”…. ومن صياح كلما “بلغ العنف العظم، وصادف “الركل” مناطق أكثر إيلاما في أجسام النواعم، وردد هواة التجوال مساء على البوليفار، من هول الموقف : اللهم إن هذا لمنكر عظيم !
وقبل مغادرتهن الساحة، أصرت أستاذاتنا البواسل، على أن يَعدن رجال القوات العمومية بلقاء يتجدد كل خميس، إلى أن ينفذ صبرهم، أما صبرهن فلا حدود له إلا الصبر، وغادرن الساحة ولسان حالهن يردد حكمة أبي طالب كرم الله وجهه:
اصبر قليلا فبعد الصبر تيسير
وكل أمر له وقت وتدبيــــــــر
وللمهيمن في حالاتنا نـــــــظر
وفوق تقـديرنا لله تقديـــــــر
..

