عبد الحق المريني في ضيافة بيت الصحافة بطنجة …. شريط ذكريات و شهادات في حق مؤرخ المملكة
جريدة طنجة – ل.السلاوي ( “المؤرخ عبد الحق المريني”)
الأربعاء 09 مارس 2016 – 10:56:10
وثق الأستاذ عبد الحق المريني ، مسار حياته المهنية و الإنسانية بشكل تلقائي خلال هذا الحفل التكريمي ، مسترجعا شريط الذكريات ، و مستحضرا جوانب خفية و منسية من حياته الشخصية و العملية ، و مقدما تفاصيل دقيقة متعلقة بأمور عدة من تاريخ حياته الخصبة بأحداثها و الثرية بتجاربها و خبراتها .
و تحدث ” امحمد الشرقي عبد الحق المريني ” – كما هو مدون في وثائقه الإدارية – عن طفولته وعن بيت جده الأمين محمد المريني ، خاصة و أنه كان الحفيد المدلل لدى جده و الإبن الأثير لدى والده .
و استفاض ضيف بيت الصحافة ” مذكرات ” في الحديث عن طفولته الموسومة بتربية في بيت جد محافظ ، كانت تتوج دائما بفرحة الأب العارمة بإنجازات الطفل الصغير وقتها الذي ختم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ، بل إنه نسخ الستين حزبا كاملة بخط يده ، و هي نسخة يحتفظ بها عبد الحق المرني ، و يحلو له دائما التأمل في صفحاتها ، و في تغير خطه و طريقة كتابته للحروف ، التي كانت تتغير مع مر السنين و مع تقدمه في حفظ القرآن الكريم و استظهاره و تدوينه .
هذه بعض من ملامح سيرة عبد الحق المريني ، الرجل العصامي المتدين و النزيه ، الذي حافظ على نزاهته و استقامته و سمو أخلاقه حتى في أحلك لحظات حياته .. فتح قلبه و صندوق أسراره و فتش في رفوف الذاكرة عن أقدم الذكريات ليتقاسمها بطيبة و صدق و تواضع و رحابة صدر مع الحاضرين.
واستعرض المتدخلون خلال هذه المناسبة، أهم المحطات الوطنية والفكرية التي أثرت في المسار الأدبي لعبد الحق المريني وحضوره الأدبي والابداعي المتنوع واهتماماته المعرفية وسيرته الانسانية وحدسه الفكري الناضج ، وبعد أن أجمعت مختلف الشهادات المقدمة في حق المحتفى به على أن المريني بشخصيته الموسوعية ومعارفه الكثيرة وحضوره الفكري المتنوع، يعد مفردا في صيغة الجمع، أبرزت أن المريني يعد أيضا ذاكرة حية لتاريخ المغرب الحديث بكتاباته التي تناولت مختلف مناحي الحياة، ولامست قضايا المجتمع بمختلف تجلياتها وقضايا المرأة والجهاد المغربي ضد فكر الاستيلاب وضد الاستعمار وتاريخ ملوك الدولة العلوية والتقاليد المغربية وخصوصياتها.
وأوضحت الشهادات أن كتابات عبد الحق المريني، بالإضافة الى أنها استنطقت تاريخ المغرب بمحطاته الوضاءة ورجالاته الافذاذ، جاءت شاملة وجامعة وغنية تعكس أصالة الرجل وعمقه الفكري وشخصيته المتعددة الأبعاد، مما أهله بأن يكون، بحق، رمزا شامخا من رموز النبوغ المغربي الحديث البارزين ورمزا من رموز الكتاب المغاربة المتألقين، الذين تحملوا عبء الكتابة بنبلها وعمقها ودلالتها وتفردوا بعشقهم العميق للوطن والوطنية الصادقة.
وبخصوص شخصية عبد الحق المريني، أجمع المتدخلون كذلك على أنه بقدر ما تميز المحتفى به بروح الاخلاص للوطن والنهل الدائم من المعرفة والإقدام المسترسل على الإنتاج والتأليف رغم انشغالاته المهنية الكثيرة ومهامه الجسام، فإنه تميز بهدوئه ورصانته ودعمه لكل من ينشد العلم والمعرفة برؤية تفاعلية بين الماضي والحاضر.
كما تتميز شخصية المحتفى به، حسب الشهادات المقدمة في حقه من طرف رجال الأدب والفكر والاعلام، برزانة رجل الدولة وبساطة المربي المحنك وجدية ورصانة العارفين بخبايا الامور وتواضع العلماء وبساطة الزهاد وجدية وحزم ذوي السلوك المهني الرفيع ،إضافة الى سمة التعفف وحفظ المقامات والحكمة في أوقات الشدة والتريث والتبصر والانضباط والهوس بالقراءة والدقة في المواعيد الشخصية والمهنية.
وخلصت الشهادات الى انه يمكن اختزال شخصية عبد الحق المريني في كونه الرجل الذي اجتمع فيه ما تفرق في غيره وجمع بين العلم والفكر والمهام الكبيرة والمواطنة الحقة والتشبث بالهوية الاصيلة والمنفتحة .
وفي كلمة بالمناسبة، أعرب عبد الحق المريني عن امتنانه وشكره لمن ساهم في هذا التكريم للاحتفاء بتجربته الادبية والتاريخية والفكرية والعلمية، مبرزا أن ما أنتجه من إبداع فكري متنوع ما هو إلا نقطة في بحر زاخر من الفكر المغربي المعطاء ومساهمته في نشر المعرفة وإفادة المتعطشين لمعرفة خبايا تاريخ المغرب ومحاولة الجمع بين الادب والتاريخ بتداخلهما وتكاملهما. .