طنجة “تُصفّي” حسابها مع بلدية “فيتوريا” وتحتفظ بقصر “ألافا ـ إيسكيفيل” هدية الدوق دي طوفار.

الهبة “تبخرت” في ظروف مجهولة ـ معلومة، وبقي قصر فيتوريا الذي تسيل له لعاب الدولة الأسبانية وبلدية فيتوريا والعديد من قناصي القصور العتيقة بأوروبا، والذي أهمل، كما كان متوقعا، من المجالس البلدية لمدينة طنجة، حتى صار قاب قوسين أو أدنى من دخول بيت الطاعة الإسباني، خاصة بعد أن أنفقت بلدية فيكتوريا أموالا طائلة في مشاريع إصلاحه وترميمه مخافة تدهوره وانهياره.

و أمام تهديدات البلدية الاسبانية المتكررة، وعدم تجاوب مسؤولي بلدية طنجة، وإلحاح بلدية فيتوريا على إسقاط ملكية القصر لطنجة، قام ، مؤخرا، وفد جماعة العبدلاوي بزيارة إلى مدينة فيتوريا مرفوقا ببعض “الإخوان”، حيث التقى بعمدة هذه المدينة “غوركا أوطاران”وبعض مسؤولي البلدية، وتم الاتفاق على تسديد الديون المترتبة عن مدينة طنجة مقابل المبالغ التي صرفت في العناية بالقصر، والتي تبلغ حوالي سبعة عشر ألف أورو، والتعهد من طرف الجماعة الحضرية بطنجة، بصياغة مخطط شامل لصيانة وترميم القصر من الداخل والخارج.

وحسب ما تداولته بعض الصحف الباسكية، فإن لقاء مشؤولي المدينتين أسفر عن اتفاق شامل حول هذا القصر وأعلن رئيس بلدية فيتوريا “أورطاران” أن الجانبين أعربا عن رغبتهما في تعزيز العلاقات السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية بين المدينتين ، في حين أعلن العبدلاوي أعلن أنه يوجد بالمدينتين بلديتان تم انتخابهما أخيرا وأن من الضروري النظر إلى المستقبل بعد خلافات السنوات الأخيرة ، بخصوصو ترميم وصيانة قصر “ألافا ـ إيسكيفل” “Álava-Esquível” .

وأضاف أن هذا اللقاء شكل نقطة تفكير حول علاقات المستقبل بين طنجة وفيتوريا الباسكية، وفتح محطة جديدة في علاقات التفاهم والتعاون بين المدينتين .

وكما ترون، فإن الأمر لا يتعلق بـ “إنجاز عظيم” كما حاولت بعض المنابر المحلية تقديمه أو مكسبا جديدا يعود الفضل فيه لجماعة طنجة، بل إنه “تصفية دين” ترتب على مدينة طنجة، بسبب إهمال مجالسها البلدية السابقة، لالتزاماتهم بخصوص صيانة حقوق مدينة طنجة وحماية ممتلكاتها التي أحصاها و حصنها المجلس البلدي الذي كان يرأسه الراحل سيدي ابراهيم السنوسي وكان يتولي تدبير شؤونه كمقرر عام، الراحل العبقري الأستاد محمد المهدي الزايدي الذي انتقل، في ستينات القرن الماضي، رفقة المحامي المهدي التازي رحمه الله، لتسلم القصر وممتلكات أخرى بمدينة فيتوريا التي تدخل في هبة الدوق دي طوفار لمدينة طنجة…..