دورة المجلس الجماعي لطنجة بين صراخ المتظلمين و اقتراحات المعارضين ووعود المسؤولين
جريدة طنجة – ل. السلاوي ( مشروع إعادة التهيئة الجديد )
الثلاثاء 29 مارس 2016 – 10:33:00
و بالأغلبية صوت المجلس الجماعي على تقاريراللجنة المعنية و التي عرضتها المهندسة كريمة أفيلال نائبة رئيس المجلس المكلفة بالتعمير، مع حفظ الملاحظات و الاعتراضات التي رفعت الى المجلس، فخلال الجلسة التي امتدت لأكثر من 12 ساعة، مرر فريق العدالة و التنمية مشروع تصميم التهيئة الحضرية بكل سهولة و لين حيث استعان بأغلبيته المطلقة المسيطرة على زمام المجلس الجماعي، بمؤازرة فريق الاتحاد الدستوري، فيما امتنع فريقا حزب الأصالة والمعاصرة وحزب التجمع الوطني للأحرار، عن التصويت بدعوى الضرر الكبير الذي سيلحق المواطنين من اعتماد مشروع التهيئة.
تدخلات المعارضين من أعضاء المجلس و مستشاري المقاطعات الأربع ، انصبت جميعها حول الصيغة التي انبثق منها هذا التصميم، و التي تلخصت في أن الدراسة لم تتم حسب الصور الجوية الحديثة التي تعكس الواقع بل اشتغلت على صور قديمة لا علاقة لها بطنجة الآن ، و لم يتم ادماج عدد كبير من المشاريع و التجزئات العقارية المرخصة، بالاضافة الى استحالة انجاز العديد من الطرقات بسبب تضاريس بعض المناطق أو وجود بنايات مع عدم الأخذ بعين الاعتبار البنايات المرخصة في المناطق الممنوع فيها البناء ، و كذا المشروع يلزم تخصيص مكان لوقوف سيارة واحدة لكل مسكن أو لكل 100 متر، مما سيكون مستحيلا بالنسبة للسكن الجماعي الذي تعودت الساكنة عليه.
غياب العدالة العقارية بعدما تمت برمجة مرافق عديدة في أراضي مملوكة لشخص واحد ، فيما تركت أراضي شاسعة لبعض الملاك لم تقترح عليها مرافق عمومية ، و عدم التخطيط لمنطقة المتلاشيات و ادراج مرافق عمومية فوق أراض سبق و أن تم رهنها في السنوات السابقة لاستقبالها .

ملاحظات بالجملة عن تصميم التهيئة الجديد ، جعلت مقترحات الجماعة تنصب بالمقابل في تثمينها و العمل على الأخذ بها في اطار الممكن، خصوصا فيما يتعلق بالمرافق الجماعية التي يمكن الاستغناء عنها أو تقليص مساحتها و كذلك بالنسبة للطرق مع ابقائها أو التقليص من عرضها أو طولها ، و العمل على التنصيص في فصل مستقل على أنه بعد مضي خمس سنوات على تصميم التهيئة يمكن للجماعة أن تلغي بعض المرافق العمومية بما فيها تلك التابعة لمختلف القطاعات العمومية بعد أخذ رأيها، مقابل تنازل ملاكي الأراضي المقترحة لاحتضانها لجزء من أراضيهم من أجل انجاز مرافق أخرى ضرورية .
ومع تواصل أشغال الجلسة، تدخل مستشارو الأغلبية، المنتمين لحزب العدالة والتنمية، بتأييد مضمون الوثيقة، ما جعل المحتجين ينتفضون ضد السياسة التي تنهجها الجماعة الحضرية في تنزيل مشروع تصميم التهيئة.
كما رفع المتظاهرون، داخل قاعة المجلس الجماعي، لافتات تحمل شعارات تطالب بتدخل عاجل للملك محمد السادس، لحل مشكل تصميم التهيئة الحضرية بما يحويه من حيف وإجحاف في حق المواطنين المستهدفين بمساطر نزع الملكية المحتملة، لفائدة مشاريع طرقية ومساحات خضراء، ومرافق أخرى،معتبرين أن مخطط التهيئة تم وفق مقاربة انتقائية، استهدفت بالدرجة الأولى الفئات الشعبية بينما تغافل بشكل لافت عن العقارات المملوكة لفائدة الأثرياء، الذين يشكلون أكبر المستفيدين من هذا التصميم الذي تعتزم جماعة طنجة فرضه..
(تصوير : حمودة)