الصحراء تخفي “سوءة السياسة” وتوحد أحزاب الأغلبية والمعارضة
جريدة طنجة – ماجدة أيت الكتاوي (الصحراء وتوحد الاحزاب المغربية )
الخميس 31 مارس 2016 – 17:08:41
زُعَمــاء الأحزاب اسْتعــاضوا عن مهاجمة بعضهم البعض وتوجيه انتقادات لاذعة استعملت فيها مختلف المعاجم والقواميس، بالالتفاف حول ملف الوحدة الترابية، حيث، أخيرا، اتفقت مختلف الأحزاب السياسية، وشكلت قضية الصحراء المغربية فرصة لتوحيد جهودها ومواقفها بعد أن فرقتها “ضغائن” السياسة.
ولعلَّ أول ما اتَّفقت عليه الأحزاب المغربية عَقد دورة استثنائية طارئة للبرلمان المغربي بمجلسيه، يوم 12 مارس، استمرت لساعات وخُصصت لمُدارسة قضية الوحدة الوطنية والرد على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، والتي عكست إجماعا وطنيا لجميع الفاعلين من قضية المس بالوحدة الترابية، أعقبها بيان رسمي نَدد بقوة بتصريحات كي مون “المنحازة والمستفزة”.
الأحزاب السياسية الوطنية والمركزيات النقابية وهيئات المجتمع المدني خرجت بقرار آخر كان له تأثير كبير على مجريات الأحداث، حين أهابت بكافة المواطنات والمواطنين المشاركة المكثفة والحاشدة في المسيرة الشعبية يوم الأحد 13 مارس بالرباط، تنديدا بتصريحات بان كي مون حول الوحدة الترابية للمملكة.
المَغـــاربة والمغربيات كانوا في الموعد، حيث شارك ملايين المواطنين في المسيرة الشعبية، رافعين خلالها شعارات تؤكّد على مَغــربية الصحـــراء، ومُطالبين الأمم المتّحدة بالحِيــاد تجاه القضية.
الوحدة نفسها والاتّفــاق نفسه كانَــا وراء مراسلة وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، زعماء الأحزاب السياسية والأمناء العامين للنقابات المهنية، من أجل عقد لقاء تشاوُري حول ملف الصحراء وإطلاعهم على آخر التطورات، واعدًا إيّـاهم بتوفير المعلومات اللازمة والكاملة حول القضية، إلى جانب الانفتاح على خُبَـــراء الأحزاب السياسية دعمــًا للدبلوماسية الموازية.
ارتباطـًا بالموضوع، أفادَ “محمد زين الدين”، أستاذ العُلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، بأن المُنعطَف غير المسبوق الذي عَــرفته قضية الوحدة الوطنية دفع الفاعلين السياسيين إلى ضرورة الوحدة، مُحيلاً على ما أسمـاها ظـــاهرة “الانشطار والانصهار”، موضحا بالقول: “في حال غياب أي خطر، يعيش الفاعلون السياسيون المَغـاربة نوعــًا من التدافُع والحَركية، والتنافس المُحتدم في إطار قَــواعد وضَـوابـط، مع الحرص على عدم الوصول إلى المجابهة المباشرة المؤدية إلى القطيعة”.
وأبــرز الأستاذ الجامعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن السياسيين المغاربة حريصون، في الوقت نفسه، على التكتل والتوافق كلما تعلق الأمر بوجود خطر خارجي من شأنه تهديد الوحدة الترابية للمغرب، إلا أنه يبقى توافقا ظرفيا، معتبرا ذلك سمات وخلاصات تطبع المشهد السياسي المغربي، أكدها جون واتربوري في كتابه “أمير المؤمنين..الملكية والنخبة السياسية المغربية”
* المصدر – هسبريس