أنا العربية .. لن أركع
جريدة طنجة – مصطفى البقالي الطاهري ( اللّغة العربيّة )
الأربعاء 30 مارس 2016 – 11:36:38
و الفرنسية المقدسة عندكم لا يتجاوز عمرها ثلاثة قرون و كانت تتردد في فم أمثال ليوطي و كيوم و عملاء الاستعمار الفرنسي و عبيد هبل باريس ، و لم تكتسب سوى صفة اللغة الاستعمارية ..
أنا لغة أعظم إنسان في الوجود ، إنه محمد ( ﷺ ) باعتراف الغربيين و على رأسهم الدكتور مايكل هارث الأمريكي صاحب كتاب ” المائة ” الذي جعل محمد الرسول ( ﷺ ) العظيم الأول في العالم و جعل إلاهه المسيح في الرتبة الثالثة ..
إن هذا الرسول ﷺ بعثه الله بدين يحارب الغرور و الأنانية و العنصرية و الخرافات و الأساطير و الأوهام .. و يواجه المنهزمين و الراكعين و الساجدين لغير الله ..
و فيما يخص الأوهام و الخيال ، جاءت الآية الكريمة لتعلمنا بأن السحر خيال و أوهام إذ قالت ” يخيل إليه بسحرهم أنها تسعى ” أي أن حية السحرة ليست حقيقة و لا تسعى و لكن على مستوى الأوهام و الخيال و الصنعة تبدو و كأنها حية تسعى ، أما حية موسى فكانت معجزة و هناك فرق بين المعجزة و صنعة التوهيم و التخيل ، ثم إن هناك شيئا آخر كان فاصلا بين تاريخ و تاريخ و هو القضاء على الطبقية بجميع أشكالها ..
لقد تبث الإسلام طبقة واحدة و هي طبقة المتقين و رفع راية شعارها ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” لا للأغنياء و لا للمتسلطين و لا للإقطاعيين و لا للمتجبرين و لا للأنانيين .. إنها ثورة ضد هؤلاء ..
أنا العربية ..
أنا لسان ذاك العظيم الأول العربي و لغة ذاك القرآن الخالد ..
أنا اللغة الجميلة خطي فن رائع تجدني في الفلسفة و في العلوم وفي الرياضيات و في الجبر و الطب و الهندسة و حتى في علوم الذرة و لا أذكر الآداب و العلوم الدينية ..
لكن هنا في هذا البلد أبعدوني عن الطب و الهندسة و العلوم و جل الإدارات و حرضوا علي اللهجات لتبقى الفرنسية هي المهيمنة ..
– فضلوا علي لغة الاستعمار آملين في طمسي حينما تثار قضيتي يقولون : و الأمازيغية ؟ . و لكن حينما تثار هيمنة الفرنسية يصمتون و لا يتكلمون لأن الفرنسيين أحباء لم يغزوا و لم يستعمروا هذا الوطن و لكن الذي غزا هم المسلمون ، فليذهب هؤلاء إلى جزيرتهم و أهلا و سهلا بالفيكنغ و الوندال و الرومان و غيرهم .. فنحن لا حاجة لنا بهؤلاء الغرباء الذين حملوا إلينا اللغة العربية ..
نحن السكان الأصليون الثابتون هكذا يقولون و العلم يقول شيئا آخر ، إن الشيء الذي يتصف بالأصلي هم الأشجار و الأنهار و الأحجار ، أما الإنسان جوهر وجوده هو التنقل و التكيف حتى الجزيرة العربية كانت موضوعا لهجرات بشرية من جميع الجهات .. قد يقول الإنسان إني السابق لأنه التحق بأرض قبل التحاق الآخرين بها و لا يقول أنا الأصلي..
و إذا رجعنا إلى كتاب محمد المختار العرباوي المعنون ب ” البربر عرب قدامى ” نجده يؤكد هذا التنقل و هذا الترحال البشري من جهة لأخرى كما يؤكد أن البربر عرب قدامى ..
إنه الغرب المنافق ، إنه الاستعمار الذي يبلد العقول و يستلبها أملا في استرجاع تاريخه الذي يقول بأنهم كانوا يسيطرون في الشرق و الغرب ، و جاء هذا الإسلام و أوقف ذلك فأصبحت مستعمراتهم ملكا له تحت راية العروبة و الإسلام .. و رغم محاولات هذا الغرب الاستعماري المنافق استرجاع تلك الهيمنة بجميع الأساليب فإنه فشل ، لذا كان لا بد من تغيير الخطة و العمل على التركيز على العناصر الموحدة و هي الدين و اللغة .. فكانت البداية بضرب اللغة و محاولة خنقها بالتهميش و اللهجات للقضاء على هذه اللغة..
أنا العربية ..
رغم المخطط و رغم الأطماع فلن أنهزم و لن أموت بل سيموت أولائك الذين يحاربونني و الذين يظلون طيلة الوقت يتكلمون مع أزواجهم و أولادهم و المقربين بلغة الاستعمار بلغة أسيادهم فرحين بالاستيلاب و الغفلة و العدو ينافقهم و يستهزئ بهم و يضحك عليهم و يبحث في كل آن عن نقطة ضعفهم ليستغلهم ثم ليضربهم ..
و ها أنتم ترون الآن الخطة لضرب الإسلام و تشويهه و ضرب العروبة التي هي صفة من صفات الرسول ( ﷺ ) و استنزاف أموال الأمة و العمل على تمزيقها ببث التفرقة مع خلق الحروب لتدميرها لإشفاء الغليل الاستعماري و تلك هي حقيقة الغرب المنافق و المتشبثون به و بلغته في جميع مجالات الحياة .
و إن نسيت لا أنسى ما قلته على لسان شاعر النيل حافظ إبراهيم :
رموني بعقم في الشبــاب و ليتنـي ….. عقمت فلم أجزع لقــول عـداتــي
وسعت كتاب الله لفظــــا و غايـــة ….. و ما ضقت عن آي به و عظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة …… و تنسيــق أسمـاء لمخترعــــات
أنا البحر في أحشائه الـدر كــــامن …… فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
أيهجرنـي قومـي عفـا الله عنهــــم ……. إلــى لــغــة لــم تتصــل بـــرواة
و في الأخير لا بد أن أنصح بتَفادي غضب الله ، لأن الله لا يَقبل أن تُداسَ أمّة رسوله ﷺ ، و لغته التي هي : ” أنا العربية و بكل فخر و اعتزاز و لن أركع “
مواضيع ذات صلة :
*حرب بلا هَــوادة ضدّ اللغة العربية
_____ __ _
مصطفى البقالي الطاهري : (الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية- فرع طنجة)