أضواء على أحياء طنجة القديمة (3)
جريدة طنجة (كتاب : نظرات طنجة إلى الماضي.لمؤلفه الصايغ )
الأربعاء 30 مارس 2016 – 10:34:53
المغرب في فجر القرن العشرين كان يعيش في أجواء العصر الوسيط و لغة التواصل الوحيدة كانت اللغة العربية و الامازيغية، غير ان طنجة بحكم موقعها الجغرافي المتميز – باب القارة الافريقية المفتوحة على أروبا – غدى الحضور الاروبي بها بارزا حيث يتجلى ذلك في شخصية الانسان الطنجي الذي عرف تطورا في سلوكه و أفعاله و مواقفه و بات يمتاز عن باقي مواطنيه بإتقان عدة لغات حيث صار ينطق بأكثر من خمس لغات .
يقول الكاتب الطنجي الشهير المختص في العلوم السياسية المسمى دي نسري de nesry الانسان الطنجي ليس حديث العهد بالحماية بل هو جزء Occidentalisation ” تغريب من تاريخه الفريد حيث انطلقت أوروبييته موازاة مع المدينة نفسها في سباق و ايقاع واحد .
هذا المسار الطويل نجد جذوره في منتصف القرن التاسع عشر و هو القرن الذي بلغت فيه القوى الاوروبية قمة المجد والسؤدد و التوسع في الآن نفسه عرفت طنجة شذرات من هذا الرقي و الازدهار.
و يضيف الكاتب “هكذا تأوربت المدينة قبل عقد الحماية و ظهور دوائر النفوذ و انطلاقا من موقعها الجغرافي صارت طنجة البوابة الوحيدة الامبراطورية الشريفة المفتوحة على أروبا.حيث اختارتها هيئة الامم لتكون قاعدة لأنشطتها السياسية في المغرب العربي و من نتائج دلك برز هدا الميناء الذي سيصبح محطة لللاشعاع السياسي و في نفس الوقت مركز النشاط التجاري الدولي مما أدى الى ظهور مفوضيات Lésgations و مكاتب تجارية Comptoirs .
هذه التحولات أفرزت مجتمع مديني على مستوى أنماط تنظيمه و أساليب تسير و نماذج تدبير في الاقتصاد و السياسة و الاجتماع و المجال ، لتنفتح المدينة على رياح الحرية التي ستتجلى في تنظيم اداري متراكم يمتاز في الفرص الاقتصادية و الامكانيات الاجتماعية الامر الذي سينعكس على أحياء المدينة و المجال المديني و على التعبيرات التفافية الجديدة.
ففي مرحلة متقدمة من تاريخ طنجة (نهاية الخمسينات ) سيظهر على السطح مجالين يكتسيان شعبية
و يتخذان اشكال رائعة للغاية Pittoresque هما : السوق البراني و السوق الداخلي …