أضواء على أحياء طنجة القديمة
جريدة طنجة (كتاب : نظرات طنجة إلى الماضي.لمؤلفه الصايغ )
الأربعاء 16 مارس 2016 – 11:36:21
و طنجة ككل المُدُن القديمة و رغم مُحيطها الضَيّــق، كانـــت تتشكّل من خَليطٍ يتميّــز بــالأصـالـة و الجـــاذبية،عاصمة دبلوماسية للإمبراطورية الشريفة ،مند سنة 1856 حيث احتضنت عدد غير قليل من الأجانب من مختلف الجنسيات، دون احتساب . الفاعلين القنصليين و الدبلوماسيين الذين التحقوا بالأرستقراطية الطنجوية.
الحياة في ذلك العصر كان لها ذوق خاص ودلالة مختلفة، تنساب بشكل هادئ في أجواء شاعرية حيث الزمن لا يحسب له حساب. اما الأحياء التي كانت تشتمل عليها المدينة، فكانت تتميز بنمط من العيش المشترك حيث الإنتقال من حي للآخر لايحدث أي أثر في مبدأ حسن الجوار و الأخوة المثالية .
الحياة التقليدية و عادات الأجداد السائدة في تلك المرحلة . تتجلى في نوع الزي الذي كان يميز تلك الحقبة . و هو ما يطبع خصوصية أجيال ذلك الوقت .
بالإضافة إلى أن الحياة في تلك الأيام البعيدة، لم تكن تعرف التعقيدات التي نعرفها اليوم. القضايا الكبرى التي كانت تطرحها طنجة العاصمة كانت تآخذ ابعادا مختلفة وكان الناس يواجهونها بهدوء و رَبـاطة جــآش وسكينة .
طنجة كانت أسرة واحدة .. مُسلمين و مسيحيين ويهود، يتعايَشـــون في جَوّ من الطُمَــأنينة والإنسجام التـــام و يتبادلون الزيارات في أنس وألفة ومـوّدة وعــادة مـا كانت اللّقـــاءات تتم في البيوت في جو من السرور والفرحة يطبعها التواضع وتلتقي الأسر هناك في جو حَميمي للحديث عن أحوال المدينة وأخبار أحياءها وفي بعض الاحيان تكون زيارات مجاملة والإطمأنان على الصحة .
الهُدوء غَدى شيئًا مكتسبًا بالمدينة ولم تَكُــن الأبواب تقفل إلا ليلا وتصبح مفتوحة أو شبه مفتوحة عنوانا لروح التضامن و لحاجة الناس والقرب بعضهم البعض ..