معرض طنجة الدّولي للكتاب والفنون
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( المركز الثقافي الفرنسي وتدبير الشأن الثقافي بطنجة)
الثلاثاء 22 مارس 2016 – 16:49:57
المراكز الثقافية الأجنبية تطبع وتوزع برامجها الثقافية على فترات منتظمة، تشمل اللقاءات المبرمجة مع كتاب عالميين
وموسيقيين ، غاليا ما ينتسبون إلى منطقة الأبيض المتوسط، وندوات حول مواضيع الساعة وعروض مسرحية وسينمائية وموسيقية، ومعارض تشكيلية ، في إطار التنوع الثقافي واللغوي والفكري الذي يميز تلك الأنشطة.
البرنامج الأخير لأنشطة المركز الثقافي الفرنسي، الذي يغطي الربع الأول من السنة الجارية، يزخر بالأنشطة الثقافية المتنوعة يصعب تصور أن تستطيع إنتاجها وزارة الثقافة المغربية بكل أجنحتها ومؤطريها وخبرائها من حيث التنوع والفائدة والتنظيم.

ولا عجب في أن يشرف المركز الثقافي الفرنسي بطنجة، الذي يعتبر، بحق، العمود الفقري للحركة الثقافية بهذه المدينة، على تنظيم معرض طنجة الدولي للكتب والفنون، وللمرة العشرين، وأن يهيئ له كل شروط النجاح والانتشار والاستمرار.
الدورة العشرون، كسابقاتها، ستنظم ما بين 4 و 8 ماي المقبل، بقصر مولاي حفيظ ، تحت شعار “طنجة المدينة الرمز، بين الخيال والواقع” ، بشراكة مع جمعية “طنجة للعمل الثقافي” “لأتراك”. وسيقترح المعرض على زواره انتاجات أدبية رائعة، بصم أصحابها تاريخ هذه “المدينة ـ العالم” عبر قرون من الأزمنة الماضية، كما سيعرض لكتابات معاصرة، تسائل المد التنموي لهذه المدينة وتجرها إلى مستقبلها كنقطة عبور للبشرية نحو عوالم الخيال والإبداع والتوهج، وكرمز من رموز التعايش والتجانس في العالم.
زوار المعرض سيستمتعون بلقاءات فكرية وثقافية بكوكبة من الأدباء والفنانين والعلماء يناقشون خلالها مواضيع من واقع هذه المدينة الساحرة بين الخيال والواقع، عبر تاريخها الغائر في القدم ومستقبلها الذي يسائلنا جميعا والذي يرتسم على شبكة الحداثة المتقدمة كمعلمة من معالم عصر التواصل الحديث.
كما ستعرض على رواد أروقة المعرض، المشاركة في موائد مستديرة حول مواضيع تتصل بطنجة وتميزها الثقافي والفني، وطنجة أرض الهجرة وعاصمة اقتصاد شمال افريقيا، و في ورشات عديدة للقراءة والحكي تحت إشراف مرشدسن متمرسين في مناحي متعددة من الإبداع الأدبي . وستشهد الدورة كذلك تكريم إبداعات الشباب في إطار “القراءة من أجل المتعة” بشراكة مع أكاديمية التعليم في الجهة، وكذا عرض الأفلام الناجحة في المسابقة المخصصة للطلبة، تحت عنوان “سينما الجيب”.
وسيكون مسك ختام برنامج المعرض، تنظيم أمسية الفن السابع بشراكة مع الخزانة السينمائية بطنجة، يليها تنظيم احتفالات الختام في الهواء الطلق، عبر مختلف شوارع المدينة وخاصة بساحة 9 أبريل التي ترمز إلى حقبة فاصلة من تاريخ طنجة ما بين “الدولية” و”العلوية”.
وحبذا لو فكرت وزارة الصبيحي التي يتحدث أصحابها فوق ما يعملون، في أن توكل أمر الشأن الثقافي بطنجة، تحديدا، للمركز الثقافي الفرنسي بشراكة مع نظيره الإسباني، في نطاق سياسة “التدبير المفوض” الذي اعتمدته الوزارة حديثا في تدبير أمور المتاحف والمآثر. ولاعيب في ذلك، ما دمنا عاجزين عن تأمين الخدمات الثقافية للمواطنين وتزويدهم بالماء والكهرباء وتنظيف شوارع المدينة وصيانة معالمها التاريخية، بعد نصف قرن من الاستقلال، و 32 حكومة، بما ألحق بها من تعديلات، وعدد من مخططات التنمية خماسية وثلاثية وثنائية ومبادرات موازية…..كانت الثقافة في كل مرحلة من تلك المراحل “القريب الفقير” في ميزانيات الدولة التي لم تؤمن بأن الثقافة رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلا حديثا، وبعد مشروع موسم أصيلة الثقافي الذي ابتدعه وزير الثقافة ووزير الشؤون الخارجية السابق، الأستاذ محمد بن عيسى، والذي أبهر المغرب والمغاربة.. ولا زال !