البشير العبدلاوي يتخلى عن بوابة “العدالة والتنمية’ ليخاطب سكان طنجة عبر وسائل الإعلام المحلية
جريدة طنجة – عزيز گنوني ( آراء)
الجمعة 11 مارس 2016 – 15:35:52
العبدلاوي فَضّلَ، هذه المــرّة، مُخـاطبــة الــرأي العام “الطنجاوي”، مباشرة عبر وسائل الإعلام المحلية، ليُعلنَ مَوقفه مما يــروج في الساحة حول مشروع تحويل طنجة إلى “واحة نخيل” وذلك عبــر بث أشجـــار النحيل في شوارعها الكبرى وساحاتها الرئيسية، كما حاول مسؤول سابق، صباغة جدران مؤسسات عمومية، ومنها فضاء ساحة 9 أبريل وبعض أسوار المدينة، باللون الأصفر، و تبليط بعض الساحات والشوارع، بمربعات أحجار قيل إنه تم استيرادها من مراكش. الرأي العام المحلي واجه الصباغة بالأصفر، بنوع من التنديد و الاستنكار، وحين لم ينفع، أطلق سلسلة من النكث اللاذعة، أحدثت رجة في الأوساط الشعبية ،و أطلقت موجة من “الإبداعات” “التنكيثية، ما دفع إلى وقف المشروع ، و”تهنت المدينة”……
ولم يكن هينا على أهل طنجة أن يشهدوا عملية “قلع” ، لا، بل “قتل” أشجار مخضرة صاحبت طفولتهم وكهولتهم ، ولا تزال على قدر كبير من القدرة على الإنتاج والعطاء، واستبدالها بأشجار نخل معمرة، جيء بها من واحات الجنوب، في تناف تام وشامل مع فضاء مدينة شاطئية تقف بين بحرين وليس بين واحتين ، تهيمن عليها زرقة البحر وخضرة الأشجار الباسقة، التي صاحبتها من أيام ما قبل الغزو الأجنبي الصليبي !….
البشير لم يقتنع بهذا الدفع، بل إنه أبدى استغرابه من “ردود الفعل” المستنكرة والغاضبة، الصادرة عن منظمات أهلية، وهيئات متخصصة في المآثر والبيئة، مستدلا على “معايشته” هو، في طفولته لأشجار النخيل التي تشكل جزءا من نباتات الزينة لمدينة طنجة ، لا شك حين كان يقطع شارع اسبانيا لينضم إلى فرق الأحياء لكرة القدم التي كانت تتخذ من رمال الشاطئ فضاء لمقابلاتها الرياضية !… ربما….
على أي، لم تتأخر الاستجابة لندءات أهالي طنجة بوقف هذه المجزرة في حق أشجار طنجة العالية، ولو وقعت استشارة المواطنين عبر منظمات المجتمع المدني، استباقا، كما يقتضي ذلك مبدأ “التشارك” لتم توفير جهد ومال وفير. بدل “فرض الأمر الواقع” في زمن لم يعد “يطاوع” من يحاولون فرض الأمر الواقع ضدا على إرادة المواطنين الذين أصبحوا يتوفرون على “وسائل” جديدة و “قوية” وسريعة، وذات قدرة فائقة على الانتشار السريع العابر للحدود، و القارات، للتعبير عن رفضهم لما يفرض عليهم من قرارات يعتبرون أنها تضر بمصالحهم المادية والمعنوية .
البشير العبدلاوي استغل لقاءه “التواصلي” كما تقتضي “موضة التواصل”، لينوه بوالي الجهة محمد اليعقوبي الذي أثنى على صدقه وجديته وعلى تفانيه في خدمة الصالح العام، وحسن تعامله مع المجالس المنتخبة ومعه بشكل خاص، وأكد أنه حصل من الوالي على كل الوثائق والتفاصيل التي تهم مساهمة جماعة طنجة في المخطط الملكي لــ “طنجة الكبرى” والتي تجاور مليار وثلاثمائة مليون درهم.
وكان ملفتا للانتباه ، ما فاه به البشير العبدلاوي بخصوص “خطاب المعارضة” و”خطاب التسيير والمسؤولية” من كون الأول يركز على السلبيات والثاني، على الإيجابيات، والحال، أن المنطق هو أن يتضمن الخطابان معا، نقد السلبيات وإشهار الإيجابيات بصدق وأمانة، لما في ذلك من إنصاف واستقامة، وبر بالحقيقة التي يجب أن تطبع عمل من انبروا لتحمل المسؤولية في تدبير الشأن العام.
باقي تصريحات البشير ارتكزت على قضية ” سوق بئر الشعيري” وسوق “كاساباراطا” واعتراض تجار السوقين على قرار الترحيل “القسري” قبل وجود البديل، وهو موقف صائب وعادل. كما تضمنت تصريحاته تقييمه الشخصي ولربما الحزبي، لعلاقاته مع أكبر خصوم العدالة والتنمية، الذي لا حاجة لذكره بالاسم، و”الباسط ــ عمدة” ، سمير عبد المولى الذي تسبب في “كارثة القرن” بالنسبة للمغرب بعد فشله في تدبير أسطول النقل البحري المغربي وانهيار الإمبراطورية البحرية التي أراد أن يشيدها على أنقاض شركات “ليماديت” و ” كوماريت” و “كوماناف” ، هذه الأخيرة كانت توجد في “صحة” جيدة قبل أن تصل إليها يد عائلة عبد المولى…..والقصة معروفة !..
كما أعلن في رده على استفسارات الصحافيين، عن بدء عملية “المراجعة” لعقود شركات التدبير المفوض وعن أداء بلدية طنجة ما تأخر عليها من ديون لفائدة بلدية “فيتوريا” الإسبانية لتحتفظ مدينة طنجة بالقصر الذي أهداه الدوق دي طوفار، النبيل الإسباني، مع هبات أخرى نفيسة، إلى مدينة طنجة التي استقر بها وأحبها حبا لم تصله مشاعر العديد ممن استوطنوها في ما بعد، وتهافتوا على مجالسها ومراكز النفوذ بها، استرزاقا وقضاء لمنافع أخرى……
نتمنى أن لا يكون اللقاءَ اليتيم مع رئيس الجماعة و”جوكيراته”، لمعالجة قضايا المدينة، على الساحة، ففي ذلك تطبيق عملي لمبدأ التشاور والتشارك الذي نص عليه الدستور….
ونبقى نحن في الخدمة من أجل طنجة، وطنجة فوق كل اعتبار ! …..