جمعية “طنجة الحضارة” تحتفي بحضارة طنجة

وقد حرص رئيس الجمعية، على عبد الصادق، على التذكير، في مقدمة الكتاب وأيضا خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة حفل تدشين أنشطة الجمعية الثقافية للسنة الجارية، بعمل الجمعية المتواصل على التعريف بمعهالم طنجة الأثرية وما تمثله تلك المعالم من رموز ثقافية وما لها من مكانة متميزة في الذاكرة التاريخية لمدينة طنجة. كما أنه أشار في تقديم الكتيب إلى أن الصور والمناظر المثبتة فيه جاءت تعبيرا جليا عن التنوع الثقافي والثراء الحضاري اللذين طبعا تاريخ مدينة طنجة منذ الأزمنة القديمة وإلى الوقت الراهن.

الحفل البهي اشتمل على وصلات موسيقية رائعة من الموسيقى الأندلسية الخالدة، شارك فيها الفنان اللامع سعد التمسماني مع المجموعة الموسيقية للفنان جمال الدين بنعلال وكذا مجموعة يوسف الحسيني التي مزجت بين الغناء العربي وموسيقى الفلامينكو الشهيرة.

وقد اشتمل الحفل كذلك على مبادرة فريدة، جديرة بالإحترام، تمثلت في تكريم عدد من رجال النظافة بطنجة، في التفاتة حضارية من الجمعية، ولعلها الأولى من نوعها بالمغرب، تجاه هذه الفئة من المواطنين الذين لا تجهل ظروف عملهم ومعاناتهم اليومية في مواجهة متطلبات صيانة النظافة العمومية في مدينة كبيرة من حوالي مليونين من السكان.

الحفل استمر ساعات طويلة برع خلالها كل من الفنان الاصيل سعد التمسماني في تقديم نوبات من موسيقى الآلة تتخللها أناشيد ومواويل كان يؤديها بصوته الجميل الرخيم، حيث أنه كلما أشرف الحفل على نهايته، استزاد الحضور وبإلحاح من الطرب الأصيل الذي أثث فضاء لقاء أهل طنجة بجمعية طنجة الحضارة التي كانت قد نظمت في اليوم السابق ندوة علمية في موضوع “صيانة المعالم التاريخية لطنجة والمحافظة عليها…واجب حضاري”.

جمعية طنجة الحضارة أثبتت فعلا أنها عنوان لحضارة طنجة، وأنها جديرة بأن تؤتمن على تراث طنجة من أجل صيانته وحمايته ضد الجهلة والمفسدين وضد عبث العابثين ممن لا غيرة لهم على هذه المدينة المشتهاة على الدوام، قصيدة شعرية رائعة في فم الزمان، وكل زمان !…

هنيئا لـ “طنجة الحضارة” ونشد بحرارة على يد رئيسها الطنجاوي الغيور، على عبد الصادق وعلى أيدي كل أعضاء هذه الجمعية التي أبهرت وأمتعت وأوعدت خيرا…وبالتوفيق إن شاء الله…