إنهـــاء وجـود ســوق الحي الجديـد .. ضرورة هيكلــية لاستكمــال مشـروع طنــجة الكبرى.. أم مخــطط للإجهــاز علــى أراضيــه المغــرية؟!
جريدة طنجة – طارق المالكي (ســوق الحي الجديـد )
الخميس 18 فبراير 2016 – 09:35:54
وفي أعقــاب مداخلات الحاضرين التي اجمعت برمتها على إدانة المساعي القذرة لسلطات الولايــة، الرامية الى تهجيــر المواطنين البسطــاء من محــلاتهم التجــارية والانقضــاض على مصــدر قوتهم اليومي، بغية تعبيد الطريق المؤديــة في خــط مستقيــــم الى الترامــي طــولا وعرضـا على كــافة القطــع الارضية التي تضاهــى قيمتها المادية عشرات الملايـير، فكيف لهــا ان تستضيف فــوق ربوعهـــا هــذه المحـــلات غير المرغوب فيها، في تقديــرات ارباب صنــاعة القــرار الســياسي والاداري داخــل دهــاليز ولاية طنجــة.؟
إنَّ مشـــروعَ طنجة الكبرى حسب فهم الائتلاف السلطـــوي بكـل أطرافه المتنفـــذة الذي أوكلت إليه مهمــة الاشــراف عليه محلــيا، من أعلى سلطـة في البلاد، لايستقيــم على سكته الحقيقيــة، إلا اذا أفـلح المضاربون في سوق العـقار في إعادة هيكلة كل أحياء المديــنة التاريخية،بما يؤمن لهم امكانية النفاذ بشكــل آمن إلى مكامن الثراء غير المشروع، أما البسطاء من أبناء الشعب المغلـــوب على أمره، فليرفعـوا أكف الضراعة الى الله، عســاه أن يجنبهم مالاطــاقة لهم به، وبئس المصير!!
تجــار سوق الحــي الجديــد على اختـلاف كل مشــاربهم، المرابطــون فوق كل أركان هذا السوق بلا انتظام، لايمانع أيًا منهم، مهمــا كانت درجــة رعونــته في الانخراط بعـفوية مطلقة في إرساء دعــائم مشــروع طنجــة الكبرى، والمساهمة في القفـــزة التنموية لبلادنــا بشكل عام، غير أن النـوايا المبيـتة غير المعلن عنها من طرف الاجهــزة المستبدة بالسلطــة التي تعدهم بمشروع سوق آخر، يبدو أقرب الى الوهم منه الى الواقع، خاصة عندما تطــالبهم بتسلــيم محلاتهم التجــارية،طــوعا أوقســـرا، والانصــراف الى حال سبيلهم حتى اشعــار آخــر، أي التنــازل عن مصــدر أرزاقهم لفائدة الجرافـــات وكاسحــات الاتربة للاجهــاز على الاخضر واليابس، في انتظار الذي يأتي وقد لا يأتي…!! على ان يكون القادم في أحسن الحالات مشمـــولا بعطف سلطات الوصاية، لتشــيد لهم سوقا بمواصفــات معمارية حضارية تليق بمستوى تطلعــاتهم، إن حدث وبقـــي واحـد منهم على قيد الحياة،لان قطع الأرزاق مرادف للمــوت البطيء في أحسن الأحــوال..
أمــا نهاية اللقاء الذي أقيم في القصر البلدي فقد توج ببان ختامي أجمع فيه ممثلـو كافة القطاعات التجارية بسوق الحي الجديد على تأكيد صرختهم المُنــاوئة للمَساس بمصــدر قوتهـــم اليومي او الشـــروع في اية هيكلـة لهــذا الســوق قبـل ايجــاد البدائــل الضرورية التي تقيهــم شـر قســوة الأيّــام المفتوحــة بكـل ضرواتها على الافق المجهــول..