الشيخ عبد الإله بنكيران ”ينشط” حلقة وعظ وإرشاد خلال اجتماع مجلس الحكومة
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( عبد الإله بنكيران و الوعظ والإرشاد )
الأربعاء 24 فبراير 2016 – 11:49:30
مزوار ذَكرَ أيضا بحكاية “الخيانة” التي راجت في موضوع الحسابات الاستباقية للانتخابات الأخيرة، حيث شكك بنكيران في ثبوت رفاقه في “الأحرار” على مبدأ المساندة داخل الأغلبية في انتخاب مكاتب المجالس الجماعية والجهوية، ما اعتبر أنذاك “خيانة” لالتزامات سابقة.
ولكن مزوار أثار قضايا أخرى أكثر خطورة في وجه زعيم “العدالة والتنمية ” الذي أعلن إنه لا يريد أن يرد عن “اتهامات” مزوار وأوصى رفاقه في الحزب، بالعمل بالمثل. لأنه يريد أن يوصل مركبة التحالف بأمان إلى محطة أكتوبر القادم، وهو محق في ذلك لأنه يعلم أنه “لا توجد صداقات دائمة، ولا عداوات دائمة، ولكن، توجد مصالح دائمة” !…
ولم تبد على رئيس الحكومة أي علامات تدمر أن إحباط وهو يترأس المجلس الحكومي الأسبوعي ، بل إن الرجل تخلى، منذ بداية الاجتماع، عن “زي” رئيس الحكومة ليرتدي جبة و “قلنسوة” رجل دين، يدعو لــ “الرجوع إلى الله، والحال أننا لم ننتخبه لهذه الغاية، لأن المغرب يتوفر على من هم أكثر علما وفقها من بنكيران، وكفاءة وقدرة على الوعظ والإرشاد. ولكن الذين صوتوا على حزب “العدالة والتنمية” إنما اختاروه لتدبير شؤون الدنيا وتخليص البلاد من العوز والانحسار والضيق والفقر والخور.
ومعلوم أن رئيس الحكومة سبق وأن اصطف إلى جانب مهرج سلا الذي اعتبر في خطبة يوم جمعة مباركة، أن الزلازل التي ضربت الحسيمة مؤخرا، إنما هي غضب من الله. !!!….ذلك أن هؤلاء القوم حين يعجزون عن الوصول إلى تفسير علمي للظواهر الطبيعية، يلتجؤون إلى “الغيبيات” التي يجدون عندها الأجوبة الشافية لــ “فضوليتهم”.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الحكومة، خلال حضوره في جلسة شهرية للأسئلة الشفهية بالبرلمان، حول السياسة العامة، إن نزول المطر مرتبط باستقامة العباد و رضى الله عنهم . وأن المغاربة يستبشرون خيرا عند هطول الامطار ، و يقيسون بها رضا الله عنهم ،
بينما الإسلام يحض على استعمال العقل في كشف حقيقة الوجود إذ إنه عن طريق العلم تمكن الإنسان من فهم ظواهر الطبيعة واكتشاف الأكوان والوصول إلى بعض أسرارها ….
وهكذا استهل رئيس الحكومة حديثه إلى الوزراء بإثارة موضوع الامطار التي غمرت البلاد أخيرا، معتبرا أن ذلك جاء “استجابة” لصلوات المغاربة و”دعوات الحكومة” !!! .
أما صلوات المغاربة فذاك، ولكن، ما دخل دعوات الحكومة، في موضوع الغيث، والحال أن سجل الحكومة حافل بما يمكن أن يسبب انحباس المطر لقرن أو يزيد !!! ….
وتابع رئيس الحكومة حكمه وعظاته، خلال رئاسته لمجلس الحكومة الأخير، بأن انصهر في “صوفية” مؤثرة، داعيا، واعظا، ناصحا بالصبر على البلاء وقت الشدة، لأن الشدة والأرزاء امتحان من الله لعباده المؤمنين، “حتى ينتبهوا ويتوبوا إلى الله” “وقد استجاب الله، يقول بنكيران، لدعاء المؤمنات والمؤمنين، بعد صلاة الاستسقاء، وأرسل السماء علينا مدرارا ” ثم انخرط في الدعاء “أن يزيدنا الله من فضله”، بعد أن رحمنا بأمطار وثلوج الخير.
بعد ذلك أوصى الوزراء بالصبر على البلاء والإكثار من الشكر وقت الشدة والسراء، و اليسر والعسر، والانحسار والرخاء، “تلك وصفة الإيمان لتجاوز صعاب الحياة”. أضاف الشيخ بنكيران.
وحتى يربط هذا الحديث “الديني” الذي قدمه على طريقة الشيخ القرضاوي أو الشيخ المتولي، بحادثة مزوار وعزوفه عن “الرد عليه بالعار”، كما قال، وعد وزراءه بالجنة التي “لا لغو فيها ولا تأثيم” في حين أن الدنيا “لابد فيها من بعض الصبر، حتى ينال المؤمن الأجر عن ذلك” “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”
ولابد أن تكون “الرسالة ” قد وصلت إلى من فيه “الفز” و “الفعفعة” والذي سارع لطمأنة “المخروضين” في تصريح صحافي” إلى أن الائتلاف لا زال “قابضا” وأنهم “ما في يدهم شيء” وأن عليهم أن “يبردوا الطرح” !!!
هذا منطق سياسيينا و”زعمائنا” الذين يرقصون على كل نغمة تسللت إلى آذانهم ويميلون حيث تميل رياح المصالح والمنافع: بنكيران يغازل العماري الذي صر ح ألف مرة أنهم (أهل البام) إنما “جاءوا لمحاربة الإسلاميين”، وشباط يساند بنكيران في مسألة “العتبة” التي يأمل في أن “يجتازها” في رفقة العدالة، دون لشكر “المشاغب”… والعنصر يتفرج إلى أن……..دون أن يخفي انزعاجه من تقارب بنكيران وزعماء المعارضة ما يمكن أو يوحي بإمكانية وجود مشروع “تحالفات” مستقبلية قد تدفع بزعماء الأغلبية الراهنة إلى “بطالة «سياسية” قد تدوم عشر سنوات يعودون خلالها إلى “توش سياسي” قاتل، وهو ما قد لا يطيقونه….مهما كان الثمن !!!
أما مفاجأة الموسم، فهي أن “زعماء” الأحزاب الصغيرة الذين لا يستطيعون ملء قاعة دار الشباب بـ “المناضلين” في مؤتمراتهم الوطنية، طالبوا بـ “كوطا” على غرار كوطا النساء والشباب، للوصول إلى البرلمان بأقل الخسائر، ، أو بدونها على الإطلاق !….ما رأيكم؟
ولا زالت الأوضاع حبلى بالمفاجآت ….