هكذا أَسَر الطنجاويون فيرناندو البرتغالي الذي سعى للإطاحة بطنجة
جريدة طنجة – محمد سعيد أرباط ( طنجة )
الإثنين15 فبراير 2016 – 10:33:50
وبعدَ أن وطّدَ هؤلاء “البورطقيز” أقـــدامهم بسبتة ويَئسَ المَغــاربة من استِردادها، اجتمع كبــــارئهم في مجلس “الكورتيس” وعَقدوا للأميرين “هنريكي” و”فيرنـــاندو” قيادة الجيوش للزحف بها برا من سبتة إلى طنجة للإطاحة بها.
فـــانطلقت الجيوش البرتغالية في بداية أكتوبر من سنة 1437 بقيادة الأمير الأكبر “هنيركي” والأمير الأصغر “فيرناندو” وهي تسير برا بمحاذاة الشاطئ الذي كان به أسطول بحري برتغالي يسير قبالة الجيوش يحرسها، ومستعد لتقديم المساعدة في حالة إذا وقع طارئ يستدعي تدخله.
لكن وُجود هذا الاسطول لم يكون له أي فائدة تذكر، إذ حينما علم البرتغاليون باستعداد الجيش المغربي المنطلق من طنجة لمقاتلتهم، ارتكب البرتغاليون خطأ قاتـلاً عندما قــاموا بـــإقامة معسكر في منطقة بعيدة عن الشـاطئ.
وعندما شَبَت المعركة الدّموية بين المغاربة والبُرتغــــاليين لم يكن بإمكان الاسطول البرتغالي تقديم أي مساعدة، فـــاستغل المغاربة ذلك وحاصروا البرتغاليين حصارًا مُميتًا، ودامت المعركة أيّامــًا كبّدَ فيهــا المغاربة “البورطقيز” خسائر كبيرة، وأسرـــوا منهم عدد لا يحصى من الجنود، وكان على رأسهم أميرهم “فيرناندو”.
وكان لهَــزيمة البرتغـــاليين الفـــادحة في هذهِ المعركة التي أطلقوا عليها اسم “كارثة طنجة” وقعا صادما في البرتغال، وزاد من مرارة الهزيمة أسر الأمير “فيرناندو” الذي جعل البرتغال تنقسم إلى قسمين بخصوص طلب المغرب بجلائهم عن سبتة المحتلة مقابل الافراج عن أميرهم.
فاجتمعَ القادة ومُمثلو البرتغـــال في مجلس” الكورتيس” وناقشوا طلب المغرب، فانقسموا إلى رأيين، منهم من رأى ضرورة ترك سبتة من أجل عودة الامير، في حين رأى فريق آخر ضرورة الابقاء على سبتة مقابل السعي للإفراج عن “فيرناندو” بوسائل أخرى، فكان الرأي الثاني جواب البرتغال على المغرب.
وقد حاول البرتغاليون بشتى الوسائل، منها تقديم فدية مالية كبيرة لإسترجاع “فيرناندو”، إلا أن جميع مساعيهم لم تثمر عن شيء، إذ ظل المغرب متشبثا بطلب الجلاء عن سبتة المحتلة مقابل الافراج عن الأمير البرتغالي، فطال تماطل البرتغاليين وعناد المغاربة حتى مات “فيرناندو” بعد ذلك بستة سنوات بسجنه في فاس سنة 1443.
وعندما تولى “ألفونسو الخامس” عرش مملكة البرتغال سنة 1458، تمكن بعد سنوات من اعادة جثمان “فيرناندو” من فاس مقابل الافراج عن بعض الاسرى المغاربة، فتم دفنه في مدينة “باطايا” البرتغالية في يوم تاريخي مشهود بكى فيه البرتغالييون أميرهم “المقدس” الذي فقدته بلاده في اليوم الذي سعى فيه للاطاحة بطنجة…
* المصدر –طنجة24















