في الحاجة إلى ضخ دماء جديدة في مفاصل ولاية أمن طنجة
جريدة طنجة – محمد العمراني ( ولاية أمن طنجة )
الإثنين 01 فبراير 2016 – 15:32:54
ويَبدو أنّ الإدارة المركزية، من خـلال إيفــادها لهاته اللّجنة، إنّمــا تسعى من وراء ذلك إلى الرَّفــع من مردودية ولاية أمن طنجة ودَوائرها الأمنية، خاصة وأن مدينة البوغاز لها حساسية أمنية خاصة باعتبارها مدينة حدودية، بما يترتب عن موقعها الجغرافي من إشكالات أمنية معقدة، إن على مستوى شبكات تهريب المخدرات، والهجرة السرية، أو على مستوى الإرهاب، ناهيك عن كونها مدينة جاذبة للهجرة الداخلية، بحيث يجعلها مرشحة لتزايد نسب الإجرام بكل أنواعه…
لنتكلم بكل صراحة…
طنجة تعرف وضعا أمنيا متفاقما، يشمل جميع أنواع الجرائم، من السرقة واعتراض السبيل إلى الجريمة المنظمة، مرورا بتزايد ظاهرة بيع المخدرات الصلبة وحبوب الهلوسة إلى النفوذ المتزايد لمالكي مقاهي الشيشة والملاهي الليلية، الذين صارا يستعرضون قوتهم وتحديهم لجميع القوانين المنظمة لضوابط استغلال الأماكن العمومية…
لا يمكن حجب الشمس بالغربال..
مثلما لا يمكن الاطمئنان لتصريحات والي أمن طنجة، الذي يصر على أن الوضع الأمني بالمدينة تحت السيطرة، وأن هناك جهات تحاول تهويل الأمر، وأن الجرائم التي تعرفها المدينة، هي جرائم عادية، لا ترقى إلى توصيفها بالخطيرة، والمؤثرة على إحساس المواطنين بانعدام الأمن…
الحقيقية التي تجدها على لسان ساكنة طنجة، هي أنهم لا يشعرون بالطمأنينة وبالأمان على حياتهم داخل شوارع وأزقة المدينة…
من يتجرأ ويغامر على التأخر في العودة إلى منزله بعد غروب الشمس في المناطق ذات الكثافة السكانية، والناقصة التجهيز؟
خروج العاملات والعمال عند الفجر من منازلهم للتوجه نحو العمل صارت عملية محفوفة بالمخاطر، راجعوا إحصائيات عمليات السرقة والاعتراض باستعمال السلاح الأبيض التي تحدث يوميا بمدينة طنجة…
بل هناك العديد من المواطنين من أحجم عن الخروج لأداء صلاة الفجر خوفا من التعرض لأي مكروه…
حتى التجول في بولفار المدينة، وشارع المكسيك، وشارع الحرية، والأزقة المتفرعة عنها، صار يكتسي طابع الخطورة، بسبب الانتشار المكثف للصوص، ومحترفي النشل…
أما بخصوص استفحال ظاهرة التعاطي للمخدرات بجميع أشكالها، وخصوصا الصلبة منها وأقراص الهلوسة، فحدث ولا حرج…
هل يعقل أن تجد في مدينة، يجاهد ملك البلاد لأن تصبح نموذجا حضريا يحتدى به، طوابير من الأشخاص المدمنين وهم ينتظرون دورهم أمام منازل تجار المخدرات للحصول على جرعة مخدرات، دون أن يثير الأمر أي رد فعل حازم من طرف مسؤولي الأمن بالمدينة؟…
هل يعقل أن يتباهى تجار المخدرات باستعراض عضلاتهم علنا، والتجول عبر سيارتهم الفارهة بشوارع المدينة، وهم مطمئنون أنه لن يتم اعتقالهم؟…
هل يعقل أن يصبح لوبي مقاهي الشيشة بمدينة طنجة أكبر من القانون، وأن تصير المقاهي أوكارا للفساد، و لتعاطي المخدرات الصلبة، وملاذا للتلميذات وللقاصرات دون أن يثير الأمر أي رد فعل من طرف المسؤول الأول بولاية أمن المدينة؟…
عل يعقل أن لا يتحرج بعض المسوؤلين في سلك الشرطة من الظهور علنا مع بعض الأشخاص ممن تحوم حولهم الكثير من الشبهات؟…
ألا يساهم هذا التراخي، و هاته المظاهر في تشويه صورة جهاز الشرطة لذى المواطن، في وقت يفترض أن يكون مصدر افتخار للمواطنين!…
من دون شك هناك أمنيون يشتغلون بضمائرهم، ويؤدون مهامهم بما يمليه عليهم القانون والواجب، لكن مع الأسف يجدون أنفسهم محاصرين، مستهدفين من طرف من يقلقه العمل بشرف ونزاهة…
طنجة اليوم أصبحت في أمس الحاجة إلى ضخ دماء جديدة في شرايين ومفاصل المصالح الأمنية بالمدينة، قادرة على تجويد الأداء الأمني بالمدينة، و على إعمال سياسة الحزم، وتنفيذ القانون على الجميع…
مواضيع ذات صلة :
طنجة الأمن: حصيلة واعدة !…