طنجة الحضارة تعرّف بطنجة و تاريخها و حضارتها
جريدة طنجة – ل.السلاوي ( “طنجة الحضارة” )
الأربعاء 17 فبراير 2016 – 09:55:03
نظمت جمعية “طنجة الحضارة” يومي الخميس و الجمعة أنشطة ثقافية وفنية للتعريف بطنجة وتاريخها وحضارتها وفنها، بفندق “رامادا أونكور”، تحت شعار “مدينتنا عنوان حضارتنا”.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول تنظيم ندوة علمية في موضوع “المعالم الأثرية بطنجة، وإشكالية صيانتها والمحافظة عليها، و قام بتأطير هذه الندوة نخبة من الباحثين والمتخصصين في التاريخ وعلوم الآثار، وهم حمزة الوسيني، وعبد الغني الركالة، وعبد الحفيظ حمان، ورشيد العفاقي ، و سيّر الندوة الأستاذ الاعلامي حميد النقراشي.
و في مداخلة للأستاذ الكاتب و الباحث المغربي عبد الحفيظ حمان حول تاريخ طنجة الغني و المتميّز، أكد أن طنجة كانت المحطة الأولى لزائري المغرب من كل دول العالم، و انها استقطبت شعوبا و حضارات مختلفة مما جعلها غنية بالمعالم التاريخية، فكانت عاصمة المغرب الدبلوماسية، و أشار الأستاذ حمان الى معلمة تاريخية طالها الاهمال و التجاهل بصمت مدينة البوغاز في حقبة زمنية سابقة ، و هي “دار النيابة” المؤسسة الدبلوماسية التي تعبر عن عمق تاريخي و سياسي للمدينة، دار النيابة المعلمة التاريخية التي كانت تلعب دور وزارة الخارجية للمغرب، فبها تم عقد معاهدات و اتفاقيات دبلوماسية مع فرنسا و بريطانيا و غيرهما ، و بها أيضا تمت مفاوضات عهد الحماية.
و اعتبر المؤطرين للندوة أنه في ظل هذه الدينامية التي تعرفها مدينة طنجة في ظل مشروع طنجة الكبرى لا يجب أن ندمر حضارة المدينة، مآثر طنجة في حاجة إلى الإهتمام ليس لأنها جزء من تاريخ مدينة بل لأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ وطن اسمه المغرب، خاصة بعد أن تآمرت عليه حفنة من الجاهلين بتاريخ طنجة وذوو الرؤوس الإسمنتية هؤلاء ينسون أن نهضة الأمم لا تقاس بما تشيده من جذران إسمنتية وإنما تقاس بما تخلفه وتنتجه فكريا وثقافيا وإنسانيا .
القصبة ذاك الحصن العتيد والقلعة الشامخة التى تعكس الجانب المرهوب في طنجة أو الجانب العسكري شوهت بشكل بشع بعد أن وصلت فيها عبقرية البعض إلى حد ترميمها باّلإسمنت بينما حُولت غرفها (المخازن) إلى مستوطنات اشتراها الأجانب بثمن بخس وفي غفلة من ساكنة طنجة
مآثر طنجة تحتضر، هذه هي الجملة التي يصرخ بها المهتمين و جمعويو البوغاز، ومثقفو المدينة ومؤرخوها ، طنجة التي كانت دولية ذات مرة، مراسلات دورية و احتجاجات متوالية، لجمعيات مدنية مهتمة بالثقافة و التاريخ، لا تجد أدنى صدى أو اهتمام.
اشارات عاجلة لحماية أسوار، ومباني تاريخية، لا تلقي أي جواب، تلك هي طنجة وتاريخها التي أصبحت بين أنياب وحوش العقار وسماسرة اعدام التاريخ.
تاريخ طنجة تشهد له رفوف كبرى المكاتب الأوربية، والعالمية، حضارات ما قبل تدوين التاريخ عاشت هنا، فترات زاهية، مرت بها المدينة، وساكنتها، مطامع كثيرة، لدول عظمى، وشخصيات سياسية كبيرة مرت من طنجة، الانتداب الدولي بالمدينة جعلها قبلة العالم، تحولت على اثره الى منطقة دولية، جنسيات كثيرة تلك التي ارتبط عشقها بطنجة، ومراحل حكم مختلفة تعاقبت على احتضانها.
و في اليوم الثاني من فعاليات ” مدينتنا عنوان حضارتنا” نظمت جمعية طنجة الحضارة أمسية ثقافية تخللتها وصلات من الموسيقى الأندلسية والصوفية، أحيتها مجموعة يوسف الحسيني، والأستاذ جمال الدين بن علال، والفنان سعد التمسماني.


وتأتي هذه الأنشطة الثقافية والفنية لجمعية “طنجة الحضارة” في إطار سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية تهدف إلى تكريس الوعي بتاريخ وحضارة المدينة، بالإضافة إلى أنشطة تلم شمل وجوه من المجتمع الطنجي عبر تكريم الشخصيات البارزة التي قدمت الكثير لهذه المدينة، وللمغرب عموما..