الجرائم الدامية بطنجة … بين الحكم الهيّن و الحقوقيين المعارضين للاعدام
جريدة طنجة – ل.السلاوي ( جرائم طنجة )
الأربعاء 24 فبراير 2016 – 11:43:42
ألا يحق تطبيق الشرع الإسلامي في هاته الجرائم و القصاص للنفس بالنفس حتى يعتبر المجرمون، الذين يعدمون الناس ذبحا لأتفه الأسباب؟
فكم من مجرم يقضي شهورا خلف القضبان ليقتل مجددا فور خروجه، متباهيا بأن لا أحد يقدر عليه.
إن إيقاف عقوبة الإعدام نهائيا يقتضي محو الأمية والجهل نهائيا، والرقي بالطبقات الاجتماعية، وتحسين الولوج للخدمات الإستشفائية للمدمنين والمرضى نفسيا والقاصرين المتخلى عنهم، و ضمان القوت اليومي لطبقات وجحافل المعطلين.
لماذا لا تقوم قائمة لجمعيات حقوق الإنسان لتحليل ودراسة هاته الظواهر الإجرامية المتراكمة والمتصاعدة، أم إنهم يومنون ببعض كتب الغرب الديمقراطي ، ويكفرون بالآخر.
إن الدول التي تحترم نفسها توفر الدعم النفسي، والاجتماعي لمدمني المخدرات، وللمرضى النفسيين، وتوفر العلاجات وأماكن العلاج مجانا. وتؤسس جمعيات الاستماع والدعم النفسي و استقبال الإستشارات وتقديم النصائح.
كما تعوض المعطلين و المفلسين ، وتضمن حقوقا وافرة، وفي نفس الوقت تنشئ مراكز للأمن و الترصد، وتواكب التغيرات السوسيواقتصادية والسوسيولوجية، وتدرس الحالات الباثولوجية ، بإحصاءات وتقارير و توصيات آنية و رصينة، تتبع بإجراءات هامة وصارمة ومدروسة لتدراك مكامن الخلل ومعالجته قبل استفحال نتائجه، ما نفتقده في بلدنا، فلم نشاهد وتيرة للذبح و الضرب بالسكاكين قد حصلت بهذه الوفرة في زمن قصير، في دولة غربية ديمقراطية، تعتمد مقاربات واقعية، وتحرص على سلامة وأمن أبنائها، وتوفر لهم الغذاء الجسدي والروحي والنفسي.
نلاحظ توالي القتل والذبح في سيناريو يومي في طنجة، ومسلسل فضيع من الإجرام أغلب أبطاله شباب و شابات، والوسيلة المستعملة غالبا هي السكين الكبير.
ومع غياب الأمن و غياب بنيات استقبال المدمنين على المخدرات، و غياب برامج إعادة الإدماج، والتساهل مع حاملي السلاح، الذي يسمى أبيضا، بينما لونه هو الأحمر القاني ، لون الدم الغالي النفيس. و مع كثرة انتشار السيوف و السواطير و السكاكين الكبيرة والصغيرة، دون مراقبة. أصبحت هاته السكاكين و الجنويات والسواطير والسيوف في طنجة تظاهي في نتائجها الوخيمة خطر المسدسات في أمريكا. وقد تفوقها غدرا وخيانة و فتكا. لأنها سهلة الإخفاء وسهلة الاستعمال، ولا تحتاج لرصاص أو كاتم صوت. كما أنها تفرغ الدم من جسد الضحية في دقائق معدودة، لا تترك مجالا لإسعاف الضحايا.
إننا ندعو من هذا المكان لصياغة قوانين صارمة، لحيازة الأسلحة البيضاء و اقتنائها وبيعها وترويجها ، تماما كما قنن لحمل الأسلحة السوداء الأخرى.
قال تعالى” وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس و العين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص، ومن تصدق به فهو كفارة له ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الظالمون”.المائدة 45…