ملف: اتّحاد طنجة… عودة موفقة : الفريق حلّ ثالثا في الذّهاب ويَعيش مَشاكل مالية
جريدة طنجة – متابعة ( اتّحاد طنجة )
الثلاثـاء 02 فبراير 2016 – 16:07:35
• الفريق حَل ثـالثــًا في الذّهــابِ ويعيش مَشاكل ماليّة ..
• عودة موفقة بعد ثمانية مواسم بالقسم الثــاني.
مُنذ أن غادرَ اتّحاد طنجة، القسم الأوّل في موسم 2006 – 2007 وهو يُعــانــي أزمة تِلو الأخرى، ضِمنَ أندية القسم الثـــاني طيلة ثمانية مواسم في غياب إستراتيجية واضحة لإعادة ممثل البوغاز إلى القسم الأول. وانتظر الجمهور إلى حين الموسم الماضي، حين جاء الفرج وحقق الفريق العودة إلى القسم الأول من البطولة الاحترافية. فكانت هذه العودة موفقة من خلال مرحلة ذهاب حمل فيها اتحاد طنجة مشعل ظاهرة البطولة بإحرازه المركز الثالث.
واحتفظَ المُدرب الجَزائري من الحرس القديم في الطـاقـم التقني فقد بمحمد سابق (سيمو) مدربا مساعدا ثانيا، ومحمد الجباري مدربا لحراس المرمى، بينما عزز الطاقم بالمدرب المساعد عبد الرزاق بلعربي، رجل الثقة الذي رافقه في فترة اشتغاله بالدفاع الحسني الجديدي، وعبد الحكيم مشرق معدا بدنيا.
واعتمد عبد الحق بنشيخة في انتداباته على تركيبة مخضرمة ملمة بأجواء البطولة الاحترافية، وانتدب خمسة عشر لاعب جديد، وهم مروان فخر، حارس المرمى، احمد الرحماني، عبد العالي العبوبي، فوزي عبد الغني، اسامة غريب، جمال ايت المعلم، رفيق عبد الصمد، بدر الكشاني، عبد الغني المعاوي، انيس سيبوفيتش، أليكسيس موندومو، بريس اوونا، زوران بلازونيك، بكر الهيلالي، بوخريص عبد الفتاح.
على غير العادة، انطلقت تداريب الفريق هذا الموسم مبكرا، تحت قيادة بنشيخة منذ أواخر يونيو الماضي بمعسكر بطنجة أجراى خلاله مبارتين وديتين بطنجة تعادل خلالهما مع النادي القنيطري والمغرب الفاسي بطنجة، تلاه معسكر مغلق بالرباط، أجرى خلاله مبارتين انهزم في الأولى مع فريق الجيش الملكي بهدف لصفر وتعادل في الثانية أمام الفتح الرباطي بدون أهداف.
وعاد الفريق إلى طنجة وأجرى مباراة ودية دولية أمام غرناطة الإسباني وفاز عليه بهدفين مقابل واحد ليلة واحدة سافر بعدها إلى ماربيا، حيث دخل في معسكر ثالث لعشرة أيام أجرى خلاله ثلاث مباريات ودية، تعادل في الأولى أمام لا لوخا أحد أندية الدرجة الثالثة الإسبانية، و انهزم في الثانية بهدف لصفر أمام نادي مربيا المنتمي للدرجة نفسها، وأسدل الستار على المعسكر بفوز عريض على حساب لوس باريوس بخمسة دون رد.
انتهى النصف الأول من البطولة بإحراز الفريق المركز الثالث برصيد 26 نقطة، 13 بالميدان ومثلها خارجه، وعلى بعد من الزعامة التي تقاسمها الوداد البيضاوي والفتح الرباطي بنقطتين. وحقق الفريق سبع انتصارات، أربعة بالميدان وثلاثة خارجه. وخمس تعادلات، واحد بالميدان وأربعة خارجه. وثلاث هزائم، إثنان بالميدان وواحد خارجه. وتمكن الخط الهجومي من توقيع 21 هدف، عشرة داخل الميدان وإحدى عشر خارجه، ستة منها بواسطة رفيق عبد الصمد، هداف مرحلة الذهاب من البطولة، ودخلت مرماه ثلاثة عشر هدف، خمسة بالميدان و ثمانية خارجه. وكانت أكبر حصة فاز بها الفريق في مرحلة الذهاب ثلاثة أهداف دون رد على حساب مولودية وجدة.
ويعتبر أسامة الغريب، عميد الفريق، اللاعب الذي لعب أكبر عدد من الدقائق اساسيا بالفريق وصلت 1350 دقيقة. ولم يتلق الفريق أية بطاقة حمراء طيلة مرحلة الذهاب.
رغم النتائج الجيدة التي راكمها الفريق في مرحلة الذهاب، فقد ظل يشكو من الازمة المالية في غياب الدعم المادي. ويقوم المكتب بخطوات كبيرة لتدبير الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الفريق رغم النتائج الجيدة، و يلجأ في بعض الأحيان للاكتتاب بين أعضائه لتسديد بعض مصاريف الأكرية والرواتب والمنح. ووصف عضو مسير المكتب، بإدارة لتدبير الأزمات المالية في غياب محتضن و مستشهرين رغم المكانة الاقتصادية للمدينة كثاني قطب اقتصادي بالمملكة لا يجد فريقها أبسط الدعم من المؤسسات الاقتصادية بالمنطقة، في ظل وجود حوالي 800 وحدة صناعية بأربعة مناطق صناعية بالمدينة، وحدها بإمكانها توفير الدعم المادي الكافي للفريق بمساهمة غير مكلفة لكل مصنع أو شركة. دون الحديث عن المؤسسات الكبرى التي توجد على تراب المدينة، نظير مؤسسسة ميناء طنجة المتوسيط، (طيمسا) و مصنع رونو. ويضطر أعضاء المكتب المسير اللجوء للاكتتاب من أجل تدبير مصاريف كل مباراة على حدة، في انتظار منح المجالس المنتخبة التي تأخر صرفها المساطر المعقدة. وبحسب مصادر متطابقة فإن الفريق صرف طيلة مرحلة الذهاب ما يناهز مليار ونصف، ثمانون في المائة فقط صرفت في الانتدابات.

يتكون الجمهور الطنجاوي من فصائل متعددة، جمعية 9 أبريل لأنصار ومحبي اتحاد طنجة، وجمعية المد الأزرق، وفصيل إلترا هيركوليس، الأخير يعتبر المؤثر في الساحة الكروية بطنجة. وكانت له مواقف مؤثرة حين كان الفريق يعاني في القسم الثاني. وتضع الأرقام المعلنة من مداخل الملعب جمهور الفريق في قائمة المدعمين للفريق ماديا.
في ظل هذه الأزمة المالية، ورغم أن الجميع على علم أن مداخيل الجمهور من أبرز موارد اتحاد طنجة في الوقت الراهن. ومن خلال إحصائية رسمية تؤكد أن الجمهور الطنجاوي حطم كل الأرقام القياسية بحضوره سواء داخل طنجة أو خارجها، نزل قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بإصدار عقوبة “الويكلو” على الفريق لثلاث مباريات على خلفية أحداث ديربي الشمال، كالصاعقة على المكتب المسير. وحرم طيلة هذه الدورات على الأقل من ضخ 400 مليون في مالية الفريق في مباريات أجراها بملعب مرشان أمام أولمبيك اخريبكة، نهضة بركان وأولمبيك أسفي.
مداخل الملعب، النقطة السوداء التي يعيشها الفريق. فرغم أن مباريات سجلت أرقاما قياسية من حيث عدد الجمهور، فإن الأرقام المعلنة لا توازي عدد الجمهور الذي يتابع مباريات الفريق. ووفق ما أكدته مصادر متطابقة، فإن أبواب الملعب الكبير بالزياتن تعيش أمورا خطيرة يوم المباريات، يروح ضحيتها الجمهور والفريق معا. جمهور يؤدي ثمن التذكرة بأثمنة مضاعفة بسبب السوق السوداء، ومنه من يضطر للبقاء خارج الأسوار رغم توفره على التذكرة بسبب امتلاء الملعب. وبسبب التسلل إلى داخل الملعب بدون أداء ثمن التذكرة بمباركة من بعض العناصر من رجال الأمن والقوات المساعدة وعناصر من حراس الشركة الخاصة المكلفة بالملعب ومن المكتب المسير كذلك. وهذا ما يضر بمصلحة الفريق ويساهم في اشتعال فتيل الفوضى داخل وخارج الملعب. بدليل أن مباراة الفريق أمام الفتح الرباطي حضرها ما يفوق يفوق 45 ألف متفرج بينما 31 ألف متفرج فقط من أدى ثمن التذكرة. وفي مباراة المولودية الوجدية حضر أكثر من 31 ألف متفرج بينما من أدى ثمن التذكرة لم يتجاوز 14 ألف متفرج. واستنادا إلى مصدر من المكتب المسير، فإن الأخير حاول توفير كامرات بالملعب لمراقبة العملية، إلا أن إدارة الملعب منعته من ذلك. وتساءل ذات المصدر عن أسباب هذا المنع وعدم تشغيل إدارة الملعب الكاميرات المتوفرة حاليا. مؤكدا أن الجميع يستغل وضعيته في إقبال الجماهير على الملعب.
من أبرز المشاكل التي اعترض الفريق هذا الموسم، الصراع مع المدرب السابق أمين بنهاشم الذي اعتبر نفسه مدربا شرعيا للفريق، وطالب بتعويضات تصل 160 مليون مقابل التنازل. كما تمرد الإفواري هيرفي، على الفريق وغادر دون تحديد الوجهة رغم ارتباطه بعقد مع الفريق، قبل أن يعتذر ويعود في مرحلة الانتدابات الشتوية. كما وقع اتحاد طنجة في فخ أخطاء طبية بعد كشف إصابة المدافع الدولي الكاميروني سيدريك دجوغو، بالإضافة إلى إصابة مواطنه المهاجم بريس أوونا، الأول انفصل عن الفريق والثاني عاد بعد فترة علاج. وكان اللاعبان أول صفقة قدمها الفريق لوسائل الإعلام. كما خلق ملف ارتباط الفريق باللاعب بكر الهلالي جدلا بين المكتب الجمهور، بعدما أخل اللاعب بالتزام العقد المبدئي الذي كان يربطه باتحاد طنجة ورفض الالتحاق به وانتقل إلى نهضة بركان، قبل أن يتراجع عن قراره بالعودة من جديد إلى طنجة، وهذا ما لم تتقبله جماهير الفريق، واستقبله في ودية غرناطة بصافرات استهجان. قبل أن يجدد الصلح مع الجماهير وفرض نفسه اساسيا. ويغيب حاليا بداعي الإصابة.
بمجرد إسدال الستار على مرحلة الذهاب، كشف المدرب عن لائحة اللاعبين المغادرين للفريق، وفسح المجال أمامهم لاستغلال افتتاح مرحلة الإنتقالات الشتوية، وهم خالد الصروخ، بدر الدين الناصيري، اللذان حققا الصعود مع الفريق إلى القسم الأول، و أحمد الرحماني و فوزي عبد الغني اللذان انتدبهما الفريق خلال بداية الموسم الحالي وشاركا في دقائق محدودة هذا الموسم مع الفريق. و الصيربي زوران بلازونيش الذي عوضه الإفواري العائد هيربي. فيما عزز التركيبة بثلاثة عناصر ذات تجربة، أيوب الخالقي القادم من الجيش الملكي، يوسف سكور من الفتح الرباطي، وحارس المرمى أحمد محمدينا من الدفاع الحسني الجديدي. وسطر بنشيخة برنامجا إعداديا مكثفا بتربص بمدينة الجديدة مدته عشرة أيام من (16 يناير إلى 26 منه). خصصه للتحضير البدني والتقني والتكتيكي، بإجراء مبارتين وديتين.