طنجة…مدينة بدون صفيح هل تُصدّق ؟ !…..
جريدة طنجة – عزيز گنوني ( طنجة مدينة بدون صفيح )
الأربعاء 20 يناير 2016 – 16:27:14
وسبق لرئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة التهيئة العمران، الكانوني، أن أعلن في ندوة صحافية بالبيضاء، أنه سيتم خلال السنة الجارية الإعلان عن مدينة طنجة، مدينة بدون صفيح، من بين إحدى عشرة مدينة ، وذلك في إطار برنامج القضاء على أحياء الصفيح، بعد أن توقع الرفع من حجم استثمارات شركته في العقار، خلال هذه السنة لتبلغ 6,7 ملايير درهم ، يرصد منها مبالغ لتنفيذ مشاريع من بينها مشروع القضاء على أحياء الصفيح في كل من طنجة، وتطوان. وهكذا ستنضم مدينة طنجة إلى 51 مدينة تمكنت “العمران” من إفراغها، حسب ما يكون الكانوني قد صرح به، من أحياء الصفيح، منذ اطلاق مشروعها بهذا الصدد.
وستشرع هذه الشركة بإنشاء العديد من الوحدات السكنية بطنجة ، في طار مشروعها “طنجة مدينة بدون صفيح”.
ولا شك أن أهل طنجة يتذكرون إعلان وزرارة السكنى والتعمير عن مشروع مماثل ، منذ سنوات، وقامت بتثبيت لوحات عملاقة على طريق المطار للإعلان عن ذلك الإنجاز الهام، في إطار برنامج “مدن بدون صفيح” . الذي جاء تنفيذا لتعليمات جلالة الملك التي تضمنها خطاب جلالته بطنجة، بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لثورة الملك والشعب، هذا البرنامج الذي كان يروم تحسين الظروف السكنية لما يناهز مليون و650 ألف مواطن مغربي من ساكني مدن الصفيح، في أفق 2012، موزعين على 85 مدينة ومركزا حضريا. وفي هذا الإطار تم الإعلان عن تخليص 42 مدينة من أحياء القصدير سنة 2006. كما أنه جاء في توقعات البرنامج أن مدينة طنجة ستكون سنة 2011، من بين ال 26 مدينة المتبقية، الخالية من الصفيح، إلى جانب تطوان والقصر الكبير، في حين تم اعتبار مدن الفنيدق ووزان وفحص أنجرة وشفشاون، مدنا خالية من ـحياء الصفيح، والله أعلم ! ….
ولا يمكن للمرء إلا أن يعترف بأن الإعلان الجديد عن إفراغ طنجة من أحيائها الصفيحية التي تشكل “حزاما” جغرافيا لهذه المدينة، كان مفاجئا، علما أن هذه الأحياء آهلة بالسكان، من مهاجرين استوطنوا طنجة من مختلف جهات المغرب، خاصة من مدن الشمال والريف، عند نهاية النظام الدولي و تحقيق الوحدة، والتي “توسعت” و “ازدهرت” في ظروف معلومة يطبعها نوع من الإهمال واللامبالاة والتواطؤ “المخدوم” بين جهات عدة ! …..
وتكفي جولة في بني مكادة والعوامة والمدن الصفيحية المجاورة، صدام، الشوك، الوردة، بير الشفا، العزيفات، وغيرها…. أو استطلاع جوي، فوق تلك المناطق، للتأكد من هول المشهد ومن كثافة السكن العشوائي، الذي لم تنجح جهود المسؤولين المحليين، إدارة وجماعات، ومنذ سبعينات القرن الماضي، في احتوائه أو حتى محاصرته، رغم الجهود التي بذلت، في هذا المجال، من طرف السلطات المحلية.
ونسعد اليوم بخبر الإعلان عن طنجة “مدينة بدون صفيح” خلال شهر فبراير المقبل، ونشد بحرارة على أيدي المسؤولين محليين ومركزيين على هذه المفاجأة السارة، إذ لا يجمل بطنجة الكبرى أن تنتقل إلى مصاف العواصم المتوسطية الكبرى وهي تجر وراءها مدنا من متلاشيات القصدير يسكنها آلاف المواطنين، في ظروف لاإنسانية، والعالم يعيش بداية الألفية الثالثة ! ….
والحال أننا نتمنى أن لو أمكننا تصديق هذه النبوءة ومشاطرة تفاؤل نيابة وزارة التجهيز، والرئيس المدير العام لشركة العمران، ومع ذلك، فإننا نتمنى لقرائنا أن ينعم الله عليهم بطول العمر، ليعاينوا بأنفسهم، مدينتهم وقد تحررت من مدن الصفيح التي تحاصرها من كل جانب ، وقد تمكن سكان تلك الأحياء من أن يتخلصوا، نهائيا من معاناتهم اليومية، في سكن لا يوفر لهم ولا الحد الأدنى من ظروف الحياة البشرية، ولا يحفظ لهم كرامة إنسيتهم، ولا شرف مواطنتهم.
“شعبويّة”…آلسّي بوسعيد ! ؟…..
_____________
بقلم : عزيز كنوني
azizguennouni@hotmail.com