طنجة الأمن: حصيلة واعدة !…
جريدة طنجة – عزيز كنوني (حصيلة الأمن بطنجة )
الثلاثاء 19 يناير 2016 – 10:48:08
الأرقام الرّسمية المتداولة مع بداية السنة الجديدة، لتدخلات رجال الأمن، في شتى مجالات المحافظة على الأمن، تؤكد انخراط عناصر الأمن في عمليات التصدي للجريمة بشتى أشكالها، وملاحقة المجرمين عبر مقاطعات المدينة حيث أنتجت مختلف عمليات “التمشيط” التي باشرتها العناصر الأمنية، جوا من الاطمئنان والارتياح بين السكان.
ولكن هذا لا يمنع من الاعتراف بأن الوضع الأمني غير سليم بالمعنى الواسع لمفهوم الأمن دون أن يصل، بطبيعة الحال، إلى حالات “الانفلات الأمني”. ثم إن حالة طنجة لا تختلف عن باقي حواضر المغرب حيث ترتفع، باستمرار، أصوات “غاضبة” تندد بضعف الحضور الأمني وتنامي الجريمة.
الأرقام التي تتحدث عنها وسائل الإعلام، تفيد أن السنة الماضية، شهدت توقيف حوالي 58 ألف مشتبه فيه ، بزيادة حوالي 20 ألف، مقارنة مع السنة التي قبلها، منهم حوالي 11 ألف مبحوث عنه بمذكرات محلية ووطنية. الأشخاص الموقوفون اشتبه في تورطهم في قضايا السرقة باستعمال العنف بالشارع العام، والضرب والجرح والتهديد بالسلاح الأبيض (وأحيانا الأسود) وهو ما اصطلح على تسميته بعمليات “الكريساج” باليد المسلحة عند اعتراض سبيل المارة بالسيوف ، وهو نوع من الجرائم المتفشية في طنجة ولو أنها كانت جرائم “مجهولة” في هذه المدينة إلى وقت قريب. رجال الأمن تمكنوا خلال السنة الماضية من حجز حوالي أربعة آلاف سيف وسكين من أحجام مختلفة خلال حملات واسعة قاموا بها في عمليات تصد ناجحة، لمستعملي هذه الأسلحة. هذه العمليات أهمت كذلك “سوق” المخدرات، بيعا وشراء وترويجا واستهلاكا، حيث تم حجز حوالي 23 طنا من مخدر الشيرا، ضبط معظمها بميناءي طنجة. هذه هي الوضعية الأمنية بطنجة، وفق الأرقام الرائجة والتي تؤكدها مصادر معتمدة، وهي، بطبيعة الحال، تترجم جدية عمل ولاية الأمن التي تتوفر على عناصر بكفاءة مهنية عالية وبمقدرة فائقة على معالجة الملفات الشائكة وفك ألغاز القضايا المعقدة، زوالأمثلة في هذا الباب كثيرة ومثيرة للاعجاب.
وحبذا لو وضع مخطط محكم لمواجهة “التسيب” الذي تعرفه بعض الشوارع الرئيسية بالمدينة، التي تشهد كل يوم جحافل من المخبولين أو من يدعون الخبل، والمتسكعين و مستنشقي السيلينيوم، ومنهم أطفال من الجنسين لم يبلغوا بعد سن العاشرة، والمتسولين واللصوص والمنحرفين وقاطعي طريق، وجيوشا من أطفال الأحياء الهامشية، يعبثون بدراجاتهم الهوائية وألواحهم المتزحلقة بهدوء هذه الشوارع وروادها تحت أنظار رجال الأمن الذين لا يحركون ساكنا، حتى عندما يعمد هؤلاء المشاغبون إلى عرقلة السير بتلك الشوارع. دون الحديث عن الجريمة المتنامية داخل أسوار المدينة وفي الأحياء الهامشية، حيث سجلت سنة 2015 حدوث 28 جريمة قتل على الأقل، مقابل 11 جريمة قتل خلال السنة التي قبلها. ولكن الأمل كبير في أن تتعزز صفوف رجال ولاية أمن طنجة بعناصر جديدة وبوسائل عمل كافية ومناسبة للظروف الأمنية المقلقة، حتى يتم التصدي للجريمة والمجرمين بالحزم والصرامة المعهودين في رجال أمن هذه المدينة. ونحن واثقون بأن خبرة وكفاءة وحزم ولاية الأمن، خصال ثابتة، ميزت وتميز رجال أمن طنجة وهي كفيلة بتحقيق انتظارات مواطني هذه المدينة وتطلعاتهم المشروعة إلى وضع أمني قار ومتميز.